@ 451 @ الجمهور : أن الرجع هو المطر ، والصدع : ما تتصدع عنه الأرض من النبات ، ويناسب قول من قال : الرجع : المطر . وقال ابن زيد : ذات الانشقاق : النبات . وقال أيضاً : ذات الحرث . وقال مجاهد : الصدع : ما في الأرض من شقاق ولصاب وخندق وتشقق بحرث وغيره ، وهي أمور فيها معتبر ، وعنه أيضاً : ذات الطرق تصدعها المشاة . وقيل : ذات الأموات لانصداعها عنهم يوم النشور . والضمير في { أَنَّهُ } ، قالوا عائد على القرآن . { فَصْلٌ } أي فاصل بين الحق والباطل ، كما قيل له فرقان . وأقول : ويجوز أن يعود الضمير في { أَنَّهُ } على الكلام الذي أخبر فيه ببعث الإنسان يوم القيامة ، وابتلاء سرائره : أي إن ذلك القول قول جزم مطابق للواقع لا هزل فيه ، ويكون الضمير قد عاد على مذكور ، وهو الكلام الذي تضمن الأخبار عن البعث ، وليس من الأخبار التي فيها هزل بل هو جد كله . { أَنَّهُمْ } : أي الكافرون ، { يَكِيدُونَ } : أي في إبطال أمر الله وإطفاء نور الحق ، { وَأَكِيدُ } : أي أجازيهم على كيدهم ، فسمى الجزاء كيداً على سبيل المقابلة ، نحو قوله تعالى : { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ } ، { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءونَ } ، { اللَّهُ يَسْتَهْزِىء بِهِمْ } . .
ثم أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ) فقال : { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } : أي انتظر عقوبتهم ولا تستعجل ذلك ثم أكد أمره فقال : { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } : أي إمهالاً لما كرر الأمر توكيداً خالف بين اللفظين ، على أن الأول مطلق ، وهذا الثاني مقيد بقوله : { رُوَيْداً } . وقرأ ابن عباس : مهلهم ، بفتح الميم وشدّ الهاء موافقة للفظ الأمر الأول . .