@ 276 @ .
فلما رآني أحسب الشخص أشخصاً بعيداً وذا الشخص البعيد أقاربه % ( تعمد حقي ظالماً ولوى يدي % .
لوى يده الله الذي هو غالبه .
) % .
{ إِنَّمَا أَمْوالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ } : أي بلاء ومحنة ، لأنهم يوقعون في الإثم والعقوبة ، ولا بلاء أعظم منهما . وفي باب العداوة جاء بمن التي تقتضي التبعيض ، وفي الفتنة حكم بها على الأموال والأولاد على بعضها ، وذلك لغلبة الفتنة بهما ، وكفى بالمال فتنة قصة ثعلبة بن حاطب ، أحد من نزل فيه ، ومنهم من عاهد الله : { لَئِنْ ءاتَانَا مِن فَضْلِهِ } الآيات . وقد شاهدنا من ذكر أنه يشغله الكسب والتجارة في أمواله حتى يصلي كثيراً من الصلوات الخمس فائتة . وقد شاهدنا من كان موصوفاً عند الناس بالديانة والورع ، فحين لاح له منصب وتولاه ، استناب من يلوذ به من أولاده وأقاربه ، وإن كان بعض من استنابه صغير السن قليل العلم سيىء الطريقة ، ونعوذ بالله من الفتن . وقدمت الأموال على الأولاد لأنها أعظم فتنة ، { كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّءاهُ اسْتَغْنَى } ، شغلتنا أموالنا وأهلونا . { وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } : تزهيد في الدنيا وترغيب في الآخرة . والأجر العظيم : الجنة . .
{ فَاتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } ، قال أبو العالية : جهدكم . وقال مجاهد : هو أن يطاع فلا يعصى ، { وَاسْمَعُواْ } ما توعظون به ، { وَأَطِيعُواْ } فيما أمرتم به ونهيتم عنه ، { وَأَنْفِقُواْ } فيما وجب عليكم . و { خَيْرًا } منصوب بفعل محذوف تقديره : وأتوا خيراً ، أو على إضمار يكن فيكون خبراً ، أو على أنه نعت لمصدر محذوف ، أي إنفاقاً خيراً ، أو على أنه حال ، أو على أنه مفعول بوأنفقوا خيراً ، أي مالاً ، أقوال ، الأول عن سيبويه . .
ولما أمر بالإنفاق ، أكده بقوله : { إِن تُقْرِضُواْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } ، ورتب عليه تضعيف القرض وغفران الذنوب . وفي لفظ القرض تلطف في الاستدعاء ، وفي لفظ المضاعفة تأكيد للبذل لوجه الله تعالى . ثم اتبع جوابى الشرط بوصفين : أحدهما عائد إلى المضاعفة ، إذ شكره تعالى مقابل للمضاعفة ، وحلمه مقابل للغفران . قيل : وهذا الحض هو في الزكاة المفروضة ، وقيل ، هو في المندوب إليه . وتقدم الخلاف في القراءة في { يُوقَ } وفي { شُحَّ } وفي { يُضَاعِفْهُ } . .