@ 52 @ شعور له بالقاعدة النحوية ، من أن التفريغ يكون في جميع المعمولات من فاعل ومفعول وغيره ، إلا المصدر المؤكد فإنه لا يكون فيه . وقدّره بعضهم : إن نظن إلا أنكم تظنون ظناً ، قال : وإنما احتيج إلى هذا التقدير لأنه لا يجوز في الكلام : ما ضربت إلا ضرباً ، فاهتدى إلى هذه القاعدة النحوية ، وأخطأ في التخريج ، وهو محكي عن المبرد ، ولعله لا يصح . وقولهم : إن نظن ، دليل على أن الكفار قد أخبروا بأنهم ظنوا البعث واقعاً ، ودل قولهم قبل قوله : { إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا } ، على أنهم منكرون البعث ، فهم ، والله أعلم ، فرقتان ، أو اضطربوا ، فتارة أنكروا ، وتارة ظنوا ، وقالوا : { إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً } على سبيل الهزء . .
{ وَبَدَا لَهُمْ سَيّئَاتُ مَا عَمِلُواْ } : أي قبائح أعمالهم ، أو عقوبات أعمالهم السيئات ؛ وأطلق على العقوبة سيئة ، كما قال : { وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا } . { وَحَاقَ بِهِم } أي أحاط ، ولا يستعمل حاق إلا في المكروه . { نَنسَاكُمْ } : نترككم في العذاب ، أو نجعلكم كالشيء المنسي الملقى غير المبالى بهم . { كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ } : أي لقاء جزاء الله على أعمالكم ، ولم تخطروه على بال بعد ما ذكرتم به وتقدم إليكم بوقوعه . وأضاف اللقاء لليوم توسعاً كقوله : { بَلْ مَكْرُ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ } . وقرأ الجمهور : { لاَ يَخْرُجُونَ } ، مبنياً للمفعول ؛ والحسن ، وابن وثاب ، وحمزة ، والكسائي : مبنياً للفاعل . { مِنْهَا } : أي من النار . { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي بطلب مراجعة إلى عمل صالح . وتقدم الكلام في الاستعتاب . وقرأ الجمهور : { رَبّ } ، بالجر في الثلاثة على الصفة ، وابن محيصن : بالرفع فيهما على إضمار هو . .