@ 24 @ هلا ألقى رب موسى عليه أساورة من ذهب إن كان صادقاً ؟ وكان ذلك دليلاً على إلقاء مقاليد الملك إليه ، لما وصف نفسه بالعزة والملك ، ووازن بينه وبين موسى عليه السلام ، فوصفه بالضعف وقلة الأعضاد . فاعترض فقال : إن كان صادقاً ، فهلا ملكه ربه وسوره وجعل الملائكة أنصاره ؟ وقرأ الضحاك : { فَلَوْلاَ أُلْقِىَ } مبنياً للفاعل ، أي الله ؛ أساورة نصباً ؛ والجمهور : أساورة رفعاً ، وأبي وعبد الله : أساوير ، والمفرد إسوار بمعنى سوار ، والهاء عوض من الياء ، كهي في زنادقة ، هي عوض من ياء زناديق المقابلة لياء زنديق ، وهذه مقابلة لألف أسوار . وقرأ الحسن ، وقتادة ، وأبو رجاء ، والأعرج ، ومجاهد ، وأبو حيوة ، وحفص : أسورة ، جمع سوار ، نحو : خمار وأخمرة . وقرأ الأعمش : أساور . ورويت عن أبي ، وعن أبي عمرو ، { أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } : أي يحمونه ويقيمون حجته . قال ابن عباس : يعينونه على من خالفه . وقال السدي : يقارن بعضهم بعضاً . وقال مجاهد : يمشون معه . وقال قتادة : متتابعين . .
{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ } : أي استجهلهم لخفة أحلامهم ، قاله ابن الاعرابي . وقال غيره : حملهم على أن يخفوا لما يريد منهم ، فأجابوه لفسقهم . { فَلَمَّا ءاسَفُونَا } : منقول بالهمزة من أسف ، إذا غضب ؛ والمعنى : فلما عملوا الأعمال الخبيثة الموجبة لأن لا يحلم عنهم . وعن ابن عباس : أحزنوا أولياءنا المؤمنين نحو السحرة وبني إسرائيل . وعنه أيضاً : أغضبونا . وعن علي : أسخطونا . وقيل : خالفوا . وقال القشيري وغيره : الغضب من الله ، إما إرادة العقوبة ، فهو من صفات الذات ؛ أو العقوبة ، فيكون من صفات الفعل . وقرأ الجمهور : سلفاً . قال ابن عباس ، وزيد بن أسلم ، وقتادة : أي متقدمين إلى النار ، وهو مصدر سلف يسلف سلفاً ، وسلف الرجل آباؤه المتقدمون ، والجمع أسلاف وسلاف . وقيل هو جمع سالف ، كحارس وحرس ، وحقيقته أنه اسم جمع ، لأن فعلا ليس من أبنية الجموع المكسرة . وقال طفيل يرثي قومه : % ( مضوا سلفاً قصد السبيل عليهم % .
صروف المنايا والرجال تقلب .
) % .
.
قال الفراء والزجاج : سلفاً ليتعظ بهم الكفار المعاصرون للرسول . وقرأ أبو عبد الله وأصحابه ، وسعيد بن عياض ، والأعمش ، وطلحة ، والأعرج ، وحمزة ، والكسائي : وسلفاً بضم السين واللام ، جمع سليف ، وهو الفريق . سمع القاسم بن معن العرب تقول : مضى سليف من الناس . وقرأ علي ، ومجاهد ، والأعرج أيضاً : وسلفاً ، بضم السين واللام ، جمع سلفة ، وهي الأمة والقطيعة . والسلف في غير هذا : ولد القبح ، والجمع سلفان . { وَمَثَلاً لّلاْخِرِينَ } : أي حديثاً عجيب الشأن سائراً مسير المثل ، يحدث به الآخرون من الكفار ، يقال لهم : مثلكم مثل قوم فرعون . .
{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُواْ ءأَالِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ * مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لّبَنِى إِسْراءيلَ * وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلَئِكَةً فِى الاْرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَاذَا صِراطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلابَيّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَاذَا صِراطٌ مُّسْتَقِيمٌ * فَاخْتَلَفَ الاْحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * الاْخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ * ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ ءامَنُواْ بِئَايَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ * ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مّن ذَهَبٍ وَأَكْواب