@ 388 @ ما يوعدون ، بياء الغيبة ، إذ قبله وعندهم ؛ وباقي السبعة : بتاء الخطاب على الالتفات ، والمعنى : هذا ما وقع به الوعد ليوم الجزاء . { إِنَّ هَذَا } : أي ما ذكر للمتقين مما تقدم ، { لَرِزْقُنَا } دائماً : أي لا نفاد له . .
{ هَاذَا وَإِنْ * لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَئَابٍ } ، قال الزجاج : أي الأمر هذا ، وقال أبو علي : هذا للمؤمنين ، وقال أبو البقاء : مبتدأ محذوف الخبر ، أو خبر محذوف المبتدأ ، والطاغون هنا : الكفار ؛ وقال الجبائي : أصحاب الكبائر كفاراً كانوا أو لم يكونوا . وقال ابن عباس ، المعنى : الذين طغوا عليّ وكذبوا رسلي لهم شر مآب : أي مرجع ومصير . { فَبِئْسَ الْمِهَادُ } : أي هي { هَاذَا } في موضع رفع مبتدأ خبره { جَهَنَّمَ } ، { وَغَسَّاقٌ } ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي العذاب هذا ، وحميم خبر مبتدأ ، أو في موضع نصب على الاشتغال ، أي ليذوقوا . { هَاذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ } : أي هو حميم ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أي منه حميم ومنه غساق ، كما قال الشاعر : % ( حتى إذا ما أضاء الصبح في غلس % .
وغودر البقل ملوى ومحصود .
.
) % .
أي : منه ملوى ومنه محصود ، وهذه الأعاريب مقولة منقولة . وقيل : هذا مبتدأ ، وفليذوقوه الخبر ، وهذا على مذهب الأخفش في إجازته : زيد فاضربه ، مستدلاً بقول الشاعر : % ( وقائلة خولان فانكح فتاتهم % .
والغساق ، عن ابن عباس : الزمهرير ؛ وعنه أيضاً ، وعن عطاء ، وقتادة ، وابن زيد : ما يجري من صديد أهل النار ؛ وعن كعب : عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذي حمة من حية أو عقرب أو غيرهما ، يغمس فيها فيتساقط الجلد واللحم عن العظم ؛ وعن السدي : ما يسيل من دموعهم ؛ وعن ابن عمر : القيح يسيل منهم فيسقونه . وقرأ ابن أبي إسحاق ، وقتادة ، وابن وثاب ، وطلحة ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص ، والفضل ، وابن سعدان ، وهارون عن أبي عمرو : بتشديد السين . فإن كان صفة ، فيكون مما حذف موصوفها ، وإن كان اسماً ، ففعال قليل في الأسماء ، جاء منه : الكلاء ، والجبان ، والفناد ، والعقار ، والخطار . وقرأ باقي السبعة : بتخفيف السين . وقرأ الجمهور : { وَأَخَّرَ } على الإفراد ، فقيل : مبتدأ خبره محذوف تقديره : ولهم عذاب آخر . وقيل : خبره في الجملة ، لأن قوله : { أَزْواجٌ } مبتدأ ، و { مِن شَكْلِهِ } خبره ، والجملة خبر . وآخر ، وقيل : خبره أزواج ، ومن شكله في موضع الصفة ، وجاز أن يخبر بالجمع عن الواحد من حيث هو درجات ، ورتب من العذاب ، أو سمى كل جزء من ذلك الآخر باسم الكل . وقال الزمخشري : وآخر ، أي وعذاب آخر ، أو مذوق آخر ؛ وأزواج صفة آخر ، لأنه يجوز أن يكون ضروباً أو صفة للثلاثة ، وهي : حميم وغساق وآخر من شكله . انتهى . وهو إعراب أخذه من الفراء . وقرأ الحسن ، ومجاهد ، والجحدري ، وابن جبير ، وعيسى ، وأبو عمرو : وأخر على الجمع ، وهو مبتدأ ، ومن شكله في موضع الصفة ؛ وأزواج خبره ، أي ومذوقاً آخر من شكل هذا المذوق من مثله في الشدة والفظاعة ؛ { أَزْواجٌ } : أجناس . وقرأ مجاهد : من شكله ، بكسر الشين ؛ والجمهور : بفتحها ، وهما لغتان بمعنى المثل والضرب . وأما إذا كان بمعنى الفتح ، فبكسر الشين لا غير . وعن ابن مسعود : { وَءاخَرُ مِن شَكْلِهِ } : هو الزمهرير . .
والظاهر أن قوله : هذا فوج مقتحم معكم } ، من قول رؤسائهم بعضهم لبعض ، والفوج : الجمع الكثير ، { * } ، من قول رؤسائهم بعضهم لبعض ، والفوج : الجمع الكثير ، { مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } : أي النار ، وهم الأتباع ، ثم دعوا عليهم بقولهم : { لاْمْرِ * حَبّاً * بِهِمُ } ، لأن الرئيس إذا رأى الخسيس قد قرن معه في العذاب ، ساءه ذلك حيث وقع التساوي في العذاب ، ولم يكن هو السالم من العذاب وأتباعه في العذاب . ومر حباً معناه : ائت رحباً وسعة لا ضيقاً ، وهو منصوب بفعل يجب إضماره ، ولأن علوهم بيان للمدعو عليهم . وقيل : { هَاذَا فَوْجٌ } ، من كلام الملائكة خزنة النار ؛ وأن الدعاء على الفوج والتعليل بقوله : { إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ } ، من كلامهم . وقيل : { هَاذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } ، من كلام الملائكة ، والدعاء على الفوج والإخبار بأنهم صالوا النار من