@ 331 @ بتلاوته ، والعمل به ، ما فيه فوز الدارين . فكم بينه وبين الشعر الذي أكثره من همزات الشياطين . وقرأ نافع وابن عامر ( لتنذر ) بتاء الخطاب للرسول . وباقي السبعة بالياء للغيبة ، فاحتمل أن يعود على الرسول ، واحتمل ا ، يعود على القرآن . وقرأ اليماني ( لينذر ) بالياء مبنيا للمفعول ، ونقلها ابن خالوية عن الجحدري ، وقال عن أبي السمال واليماني : ' إنهما قرأ ( لينذر ) بفتح الياء والذال مضارع نذر بكسر الذال إذا علم بالشيء فاستعد له . ( من كان حيا ) أي : غافلا ، قاله الضحاكى لأن الغافل كالميت ويريد به من حتم عليه بالإيمان ، وكذلك قابله بقوله ( ويحق القول ) أي : كلمة العذاب على الكافرين المحتوم لهم بالموافاة على الكفر . ^ ( او لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيديهم أنعاما فهم لها مالكون ، وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ، ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ، واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون ، لا يستطعون نصرهم وهم لهم جند محضرون ، فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ، أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهي رميم ، قل يحييها الذي انشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ، أوليس الذي خلق السموات وألرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ) ^ . | الإخبار وتنبيه الإستفهام لقريش وإعراضها عن عبادة الله ، وعكوفها على عبادة الأصنام . ولما كانت الأشياء المصنوعة لا يباشرها إلا باليد عبر لهم بما يقرب من أفهامهم بقوله ( مما عملت أيدينا ) أي : مما تولينا عمله ، ولا يمكن لغيرنا أن يعلمه ، فبقدرتنا وإرادتنا برزت هذه الأشياء ، لم يشركنا فيها أحد . والباري تعالى منزه عن اليد التي هي الجارحة وعن كل ما اقتضي التشبيه بالمحدثات . وذكر الأنعام لها ، لأنها كانت جل أموالهم ، ونبه على ما يجعل لهم من منافعها ( لها مالكون ) أي : ملكناها إياهم ، فهم متصرفون فيها تصرف الملاك ، مختصون بالانتفاع بها ، أو ( مالكون ) ضابطون لها ، قاهرونها . من قوله : % ( أصبحت لا أحمل السلاح ولا % أملك رأس البعير إن نفرا ) % | أي : لا أضبطه ، وهو من جملة النعم الظاهرة فلولا تذليله تعالى إياها وتسخيره لم يقدر عليها ، ألا ترى إلى ما ند منها ألا يكاد يقدر على رده ، لذلك أمر بتسبيح الله راكبها ، وشكره على هذه النعمة ، بقوله : ! 2 < سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين > 2 ! [ الزخرف : 13 ] وقرأ الجمهور ( ركوبهم ) وهو فعول بمعنى مفعول كالحضور والحلوب والقذوع وهو مما لا ينقاس . وقرأ أبي وعائشة ( ركوبتهم ) بالتاء وهي فعولة بمعنى مفعولة . وقال الزمخشري : ' وقيل : الركوبة جمع ' . انتهى . ويعني اسم جمع ، لأن فعولة ، فينبغي أن يعتقد فيها أنها اسم مفرد لا جنع تكسير ، ولا أسم جمع . أي : مركوبتهم ، كالحلوبة بمعنى المحلوبة . وقرأ الحسن ، وأبو البر هيثم ، والأعمش ( ركوبهم ) بضم الراء وبغير تاء ، وهو مصدر حذف مضافه . أي : ذو ركوبهم أو فحسن منافعها ركوبهم ، فيحذف ذو ، أو يحذف منافع . قال ابن خالوية : ' العرب تقول : ناقة ركوب حلوب . وركوبة حلوبة ، وركباة حلباة ، وركبوب حلبوب وركبى حلبى وركبوتا حلبوتا ، كل ذلك محكي . وأنشد :