@ 31 @ وأيس إذ ذاك من فلاحهم ، فنادى ربه وهو أعلم بحاله فدعائي ليس لأجل أنهم آذوني ، ولكن لأجل دينك . { فَافْتَحْ } ، أي فاحكم . ودعا لنفسه ولمن آمن به بالنجاة ، وفي ذلك إشعار بحلول العذاب بقومه ، أي : { وَنَجّنِى } مما يحل بهم . وقيل : ونجني من عملهم لأنه سبب العقوبة . والفلك واحد وجمع ، وغالب استعماله جمعاً لقوله : { وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ } ، والفلك التي تجري في البحر } ، فحيث أتى في غير فاصلة ، استعمل جمعاً ، وحيث كان فاصلة ، استعمل مفرداً لمراعاة الفواصل ، كهذا الموضع . والذي في سورة يس ، وتقدّم الخلاف إذا كان مدلوله جمعاً ، أهو جمع تكسير ، أم اسم جمع ؟ والمشحون ، قال ابن عباس : الموقر ، وقال عطاء : المثقل . { * } ، فحيث أتى في غير فاصلة ، استعمل جمعاً ، وحيث كان فاصلة ، استعمل مفرداً لمراعاة الفواصل ، كهذا الموضع . والذي في سورة يس ، وتقدّم الخلاف إذا كان مدلوله جمعاً ، أهو جمع تكسير ، أم اسم جمع ؟ والمشحون ، قال ابن عباس : الموقر ، وقال عطاء : المثقل . { ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ } : أي بعد نجاة نوح والمؤمنين . .
{ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ * أَلاَ تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبّ الْعَالَمِينَ * أَتَبْنُونَ بِكُلّ رِيعٍ ءايَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُواْ الَّذِى أَمَدَّكُمْ بِمَا * تَعْمَلُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالُواْ سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مّنَ الْواعِظِينَ * إِنْ هَاذَا إِلاَّ خُلُقُ الاْوَّلِينَ * وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لايَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } . .
كان أخاهم من النسب ، وكان تاجراً جميلاً ، أشبه الخلق بآدم عليه السلام ، عاش أربعمائة سنة وأربعاً وستين سنة ، وبينه وبين ثمود مائة سنة . وكانت منازل عاد ما بين عمان إلى حضرموت . أمرع البلاد ، فجعلها الله مفاوز ورمالاً . أمرهم أولاً أمر به نوح قومه ، ثم نعى عليهم من سوء أعمالهم مع كفرهم فقال : { أَتَبْنُونَ بِكُلّ رِيعٍ } ؟ قال ابن عباس : هو رأس الزقاق . وقال مجاهد : فج بين جبلين . وقال عطاء : عيون فيها الماء . وقال ابن بحر : جبل . وقيل : الثنية الصغيرة . وقرأ الجمهور : ريع بكسر الراء ، وابن أبي عبلة : بفتحها . قال ابن عباس : { ءايَةً } : علماً . وقال مجاهد : أبراج الحمام . وقال النقاش وغيره : القصور الطوال . وقيل : بيت عشار . وقيل : نادياً للتصلف . وقيل : أعلاماً طوالاً ليهتدوا بها في أسفارهم ، عبثوا بها لأنهم كانوا يهتدون بالنجوم . وقيل : علامة يجتمع إليها من يعبث بالمار في الطريق . وفي قوله إنكار للبناء على صورة العبث ، كما يفعل المترفون في الدنيا . والمصانع : جمع مصنعة . قيل : وهي البناء على الماء . وقيل : القصور المشيدة المحكمة . وقيل : الحصون . وقال قتادة : برك الماء . وقيل : بروج الحمام . وقيل : المنازل . واتخذ هنا بمعنى عمل ، أي ويعملون مصانع ، أي تبنون . وقال لبيد : .
وتبقى جبال بعدنا ومصانع .
{ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } : الظاهر أن لعل على بابها من الرجاء ، وكأنه تعليل للبناء والاتخاذ ، أي الحامل لكم على ذلك هو الرجاء للخلود ولا خلود . وفي قراءة عبد الله : كي تخلدون ، أو يكون المعنى يشبه حالكم حال من يخلد ، فلذلك بتيتم واتخذتم . وقال ابن زيد : معناه الاستفهام على سبيل التوبيخ والهزء بهم ، أي هل أنتم تخلدون : وكون لعل للاستفهام مذهب كوفي . وقال ابن عباس : المعنى كأنكم خالدون ، وفي حرف أبي : كأنكم تخلدون . وقرىء : كأنكم خالدون . وقرأ أبيّ ، وعلقمة ، وأبو العالية ، مبنياً للمفعول مشدداً ، كما قال الشاعر :