@ 11 @ فيما كتبناه في إذن في شرح التسهيل ، وإنما أردنا أن نذكر أن ما قاله الزمخشري ليس هو الصحيح ، ولا قول الأكثرين . .
{ وَأَنَاْ مِنَ الضَّالّينَ } ، قال ابن زيد : معناه من الجاهلين ، بأن وكزني إياه تأتي على نفسه . وقال أبو عبيدة : من الناسين ، ونزع لقوله : { أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا } . وفي قراءة عبد الله ، وابن عباس : وأنا من الجاهلين ، ويظهر أنه تفسير للضالين ، لا قراءة مروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ) . وقال الزمخشري : من الفاعلين فعل أولي الجهل ، كما قال يوسف لإخوته : { إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ } أو المخلصين ، كمن يقتل خطأ من غير تعمد للقتل ، أو الذاهبين عن تلك الصفة . انتهى . وقيل : من الضالين ، يعني عن النبوة ، ولم يأتني عن الله فيه شيء ، فليس على فيما فعلته في تلك الحالة توبيخ . ومن غريب ما شرح به أن معنى { وَأَنَاْ مِنَ الضَّالّينَ } ، أي من المحبين لله ، وما قتلت القبطي إلا غيرة لله . قيل : والضلال يطلق ويراد به المحبة ، كما في قوله : { إِنَّكَ لَفِى ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ } ، أي في محبتك القديمة . وجمع ضمير الخطاب في منكم وخفتكم بأن كان قد أفرد في : تمنها وعبدت ، لأن الخوف والفرار لم يكونا منه وحده ، وإنما منه ومن ملته المذكورين قبل { أَنِ ائْتَ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمِ فِرْعَونَ } ، وهم كانوا قوماً يأتمرون لقتله . ألا ترى إلى قوله : { إِنَّ الْمَلاَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ } . وقرأ الجمهور : لما حرف وجوب لوجوب ، على قول سيبويه ، وظرفاً بمعنى حين ، على مذهب الفارسي . وقرأ حمزة في رواية : لما بكسر اللام وتخفيف الميم ، أي يخوفكم . وقرأ عيسى : حكماً بضم الكاف ؛ والجمهور : بالإسكان . والحكم : النبوة . { وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُرْسَلِينَ } : درجة ثانية للنبوة ، فرب نبي ليس برسول . وقيل : الحكم : العلم والفهم . .
{ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَىَّ } : وتلك إشارة إلى المصدر المفهوم من قوله : { أَلَمْ نُرَبّكَ فِينَا وَلِيداً } ؛ وذكر بهذا آخراً على ما بدأ به فرعون في قوله : { أَلَمْ نُرَبّكَ * بِكَ } . والظاهر أن هذا الكلام إقرار من موسى عليه السلام بالنعمة ، كأنه يقول : وتربيتك لي نعمة عليّ من حيث عبدت غيري وتركتني واتخذتني ولداً ، ولكن لا يدفع ذلك رسالتي . وإلى هذا التأويل ذهب السدّي والطبري . وقال قتادة : هذا منه على جهة الإنكار عليه أن تكون نعمة ، كأنه يقول : أو يصح لك أن تعتد على نعمة ترك قتلي من أجل أنك ظلمت بني إسرائيل وقتلتهم ؟ أي ليست بنعمة ، لأن الواجب كان أن لا تقتلني ولا تقتلهم ولا تستعبدهم بالقتل والخدمة وغير ذلك . وقرأ الضحاك : وتلك نعمة ماألك أن تمنها ، وهذه قراءة تؤيد هذا التأويل ، وهذا التأويل فيه مخالفة لفرعون ونقض كلامه كله . والقول الأول فيه إنصاف واعتراف . وقال الأخفش : والفراء : قبل الواو همزة استفهام يراد به الإنكار ، وحذفت لدلالة المعنى عليها ، ورده النحاس بأنها لا تحذف ، لأنها حرف يحدث معها معنى ، إلا إن كان في الكلام أم لا خلاف في ذلك إلا شيئاً ، قاله الفراء من أنه يجوز حذفها مع أفعال الشك ، وحكى : ترى زيداً منطلقاً ، بمعنى : ألا ترى ؟ وكان الأخفش الأصغر يقول : أخذه من ألفاظ العامة . وقال