@ 473 @ % ( تضحك مني أخت ذات النحيين % .
أبد لك الله بلون لونين .
) % .
سواد وجه وبياض عينين .
الظاهر أن { وَمَن تَابَ } أي أنشأ التوبة فإنه يتوب إلى الله أي يرجع إلى ثوابه وإحسانه . قال ابن عطية { وَمَن تَابَ } فإنه قد تمسك بأمر وثيق . كما تقول لمن يستحسن قوله في أمر : لقد قلت يا فلان قولاً فكذلك الآية معناها مدح المتاب ، كأنه قال : فإنه يجد الفرج والمغفرة عظيماً . وقال الزمخشري : ومن يترك المعاصي ويندم عليها ويدخل في العمل الصالح فإن بذلك تائب إلى الله الذي يعرف حق التائبين ، ويفعل بهم ما يستوجبون ، والله يحب التوّابين ويحب المتطهرين . وقيل : من عزم على التوبة فإنه يتوب إلى الله فليبادر إليها ويتوجه بها إلى الله . وقيل { مَن تَابَ } من ذنوبه فإنه يتوب إلى من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات . وقيل : { وَمَن تَابَ } استقام على التوبة فإنه يتوب إلى الله أي فهو التائب حقاً عند الله . .
{ وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ } عاد إلى ذكر أوصاف { عِبَادُ الرَّحْمَانِ } والظاهر أن المعنى لا يشهدون بالزور أو شهادة الزور ، قاله عليّ والباقر فهو من الشهادة . وقيل : المعنى لا يحضرون من المشاهدة والزور الشرك والصنم أو الكذب أو آلة الغناء أو أعياد النصارى . أو لعبة كانت في الجاهلية أو النوح أو مجالس يعاب فيها الصالحون ، أقوال . فالشرك قاله الضحاك وابن زيد ، والغناء قاله مجاهد ، والكذب قاله ابن جريج . وفي الكشاف عن قتادة مجالس الباطل . وعن ابن الحنفية : اللهو والغناء . وعن مجاهد : أعياد المشركين و { اللَّغْوَ } كل ما ينبغي أن يُلغى ويُطرح . والمعنى { وَإِذَا مَرُّواْ } بأهل اللغو { مَرُّواْ } معرضين عنهم مكرمين أنفسهم عن التوقف عليهم . والخوض معهم لقوله { وَإِذَا سَمِعُواْ اللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ } انتهى . .
{ بآيَاتِ رَبّهِمْ } هي القرآن . { لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً } النفي متوجه إلى القيد الذي هو صم وعميان لا للخرور الداخل عليه ، وهذا الأكثر في لسان العرب أن النفي يتسلط على القيد ، والمعنى أنهم إذا ذكروا بها أَكَبّوا عليها حرصاً على استماعها ، وأقبلوا على المذكر بها بآذان واعية وأعين راعية ، بخلاف غيرهم من المنافقين وأشباههم ، فإنهم إذا ذكروا بها كانوا مكبين عليها مقبلين على من يذكر بها في ظاهر الأمر ، وكانوا { صُمّاً وَعُمْيَاناً } حيث لا يعونها ولا يتبصرون ما فيها . قال ابن عطية : بل يكون خرورهم سجداً وبكياً كما تقول : لم يخرج زيد إلى الحرب جزعاً أي إنما خرج جريئاً معدماً ، وكان المسمع المذكر قائم القناة قويم الأمر فإذا أعرض كان ذلك خروراً وهو السقوط على غير نظام وترتيب ، وإن كان قد أشبه الذي يَخّر ساجداً لكن أصله أنه على غير ترتيب انتهى . وقال السدّي { لَمْ يَخِرُّواْ } { صُمّاً وَعُمْيَاناً } هي صفة للكفار ، وهي عبارة عن إعراضهم وجهدهم في ذلك . وقرن ذلك بقولك : قعد فلان يتمنى ، وقام فلان يبكي ، وأنت لم تقصد الإخبار بقعود ولا قيام وإنما هي توطئات في الكلام والعبارة . .
{ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } كناية عن السرور والفرح ، وهو مأخوذ من القر وهو البرد . يقال : دمع السرور بارد ، ودمع الحزن سخن ، ويقال : أقر الله عينك ، وأسخن الله عين العدو . وقال أبو تمام : % ( فأما عيون العاشقين فأسخنت % .
وأما عيون الشامتين فقرت .
) % .
وقيل : مأخوذ من القرار أي يقر النظر به ولا ينظر إلى غيره . وقال أبو عمرو : وقرة العين النوم أي آمناً لأن الأمن لا يأتي مع الخوف حكاه القفال ، وقرة العين فيمن ذكروا رؤيتهم مطيعين لله قاله ابن عباس والحسن وحضرمي كانوا في أول الإسلام يهتدي الأب والابن كافروا والزوج والزوجة كافرة ، وكانت قرة عيونهم في إيمان أحبابهم . وقال