@ 471 @ السيئتين . ثم تلا الآية . والإسراف مجاوزة الحد في النفقة والقتر التضييق الذي هو نقيض الإسراف . وعن أنس في سنن ابن ماجة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : ( إن من السرف أن تأكل ما اشتهيته ) . وقال الشاعر : % ( ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد % .
كلا طرفي قصد الأمور ذميم .
) % .
وقال آخر % ( إذا المرء أعطى نفسه كلما اشتهت % .
ولم ينهها تاقت إلى كل باطل .
) % .
وساقت إليه الإثم والعار بالذي .
دعته إليه من حلاوة عاجل .
) % .
وقال حاتم % ( إذا أنت قد أعطيت بطنك سؤله % .
فرجك نالا منتهى الذم أجمعا وقرأ الحسن وطلحة والأعمش وحمزة والكسائي وعاصم : يقترون بفتح الياء وضم التاء ومجاهد وابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء وكسر التاء ونافع ، وابن عامر بضم الياء وكسر التاء مشددة وكلها لغات في التضييق . وأنكر أبو حاتم لغة أقتر رباعياً هنا . وقال أقتر إذا افتقر . ومنه { وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ } وغاب عنه ما حكاه الأصمعي وغيره : من اقتر بمعنى ضيق ، والقوام الاعتدال بين الحالتين . وقرأ حسان بن عبد الرحمن { قَوَاماً } بالكسر . فقيل : هما لغتان بمعنى واحد . وقيل : بالكسر ما يقام به الشيء يقال : أنت قوامنا بمعنى ما تقام به الحاجة لا يفضل عنها ولا ينقص . وقيل : { قَوَاماً } بالكسر مبلغاً وسداداً وملاك حال ، و { بَيْنَ ذالِكَ } و { قَوَاماً } يصح أن يكونا خبرين عند من يجيز تعداد خبر { كَانَ } وأن يكون { بَيْنَ } هو الخبر و { قَوَاماً } حال مؤكدة ، وأن يكون { قَوَاماً } خبراً و { بَيْنَ ذالِكَ } إما معمول لكان على مذهب من يرى أن كان الناقصة تعمل في الظرف ، وأن يكون حالاً من { قَوَاماً } لأنه لو تأخر لكان صفة ، وأجاز الفراء أن يكون { بَيْنَ ذالِكَ } اسم { كَانَ } وبُني لإضافته إلى مبني كقوله { وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ } في قراءة من فتح الميم و { قَوَاماً } الخبر . .
.
) % .
قال الزمخشري : وهو من جهة الإعراب لا بأس به ، ولكن المعنى ليس بقوي لأن ما بين الإسراف والتقتير قوام لا محالة فليس في الخبر الذي هو معتمد الفائدة فائدة انتهى . .
وصفهم تعالى بالقصد الذي هو بين الغلو والتقصير ، وبمثله خوطب الرسول صلى الله عليه وسلم ) بقوله { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً } الآية . { وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ } الآية سأل ابن مسعود رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي الذنب أعظم ؟ فقال : ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) . قال : ثم أي ؟ قال : ( أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ) . قال : ثم أي ؟ قال : ( أن تزاني حليلة جارك ) . فأنزل الله تصديقها { وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ } الآية . وقيل : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) مشركون قد قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ، فقالوا : إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن ، أو تخبرنا أن لما علمنا كفارة فنزلت إلى { غَفُوراً رَّحِيماً } . وقيل : نزولها قصة وحشي في إسلامه في حديث طويل . قال الزمخشري : نفي هذه التقبيحات العظام عن الموصوفين بتلك الخلال العظيمة في الدفين للتعريض بما كان عليه أعداء المؤمنين من قريش وغيرهم ، كأنه قيل : والذين برأهم الله وطهرهم مما أنتم عليه . وقال ابن عطية : إخراج لعباده المؤمنين من صفات الكفرة في عبادتهم الأوثان وقتلهم النفس بوأد البنات وغير ذلك من الظلم والاغتيال والغارات وبالزنا الذي كان عندهم مباحاً انتهى . وتقدم تفسير نظير { وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقّ } في