@ 371 @ والأعناب لأنها ثمرة الحجاز بالطائف والمدينة وغيرهما ، والضمير في { وَلَكُمْ فِيهَا } عائد على الجنات وهو أعم لسائر الثمرات ، ويجوز أن يعود على النخيل والأعناب . .
وعطف { وَشَجَرَةً } على جنات وهي شجرة الزيتون وهي كثيرة بالشام . وقال الجمهور { سَيْنَاء } اسم الجبل كما تقول : جبل أحد من إضافة العام إلى الخاص . وقال مجاهد : معنى { * سينا } مبارك . وقال قتادة : معناه الحسن والقولان عن ابن عباس . وقيل الحسن بالحبشة . وقيل : بالنبطية . وقال معمر عن فرقة : معناه ذو شجر . وقيل : { طُورِ سَيْنَاء } اسم حجارة بعينها أضيف الجبل إليها لوجودها عنده قاله مجاهد أيضاً . وقرأ الحرميان وأبو عمرو والحسن بكسر السين وهي لغة لبني كنانة . وقرأ عمر بن الخطاب وباقي السبعة بالفتح وهي لغة سائر العرب . وقرأ سيني مقصوراً وبفتح السين والأصح أن { سَيْنَاء } اسم بقعة وأنه لى س مشتقاً من السناء لاختلاف المادتين على تقدير أن يكون سيناء عربي الوضع لأن نون السناء عين الكلمة وعين سيناء ياء . .
وقرأ الجمهور { تُنبِتُ } بفتح التاء وضم الباء والباء في { بِالدُّهْنِ } على هذا باء الحال أي { تُنبِتُ } مصحوبة { بِالدُّهْنِ } أي ومعها الدهن . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وسلام وسهل ورويس والجحدري بضم التاء وكسر الباء ، فقيل { بِالدُّهْنِ } مفعول والباء زائدة التقدير تنبت الدهن . وقيل : المفعول محذوف أي { تُنبِتُ } جناها و { بِالدُّهْنِ } في موضع الحال من المفعول المحذوف أي تنبت جناها ومعه الدهن . وقيل : أنبت لازم كنبت فتكون الباء للحال ، وكان الأصمعي ينكر ذلك ويتهم من روى في بيت زهير : .
قطينا بها حتى إذا أنبت البقل .
بلفظ أنبت . وقرأ الحسن والزهري وابن هرمز بضم التاء وفتح الباء مبنياً للمفعول و { بِالدُّهْنِ } حال . وقرأ زر بن حبيش بضم التاء وكسر الباء الدهن بالنصب . وقرأ سليمان بن عبد الملك والأشهب بالدهان بالألف ، وما رووا من قراءة عبد الله يخرج الدهن وقراءة أبي تثمر بالدهن محمول على التفسير لمخالفته سواد المصحف المجمع عليه ، ولأن الرواية الثابتة عنهما كقراءة الجمهور والصبغ الغمس والائتدام . .
وقال مقاتل : الصبغ الزيتون والدهن الزيت جعل تعالى في هذه الشجرة تأدماً ودهناً . وقال الكرماني : القياس أن يكون الصبغ غير الدهن لأن المعطوف غير المعطوف عليه . وقرأ الأعمش وصبغاً بالنصب . وقرأ عامر بن عبد الله وصباغ بالألف ، فالنصب عطف على موضع { بِالدُّهْنِ } كان في موضع الحال أو في موضع المفعول ، والصباغ كالدبغ والدباغ وفي كتاب ابن عطية . وقرأ عامر بن عبد قيس ومتاعاً { لّلاكِلِيِنَ } كأنه يريد تفسير الصبغ . .
ذكر تعالى شرف مقر هذه الشجرة وهو الجبل الذي كلم الله فيه نجيه موسى عليه السلام ، ثم ذكر ما فيها من الدهن والصبغ ووصفها بالبركة في قوله { مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ } قيل : وهي أول شجرة يثبت بعد الطوفان { وَإِنَّ لَكُمْ فِى الاْنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مّمَّا فِى بُطُونِهَا } تقدم تفسير نظير هذه الجملة في النحل { وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ } من الحمل والركوب والحرث والانتفاع بجلودها وأوبارها ، ونبه على غزارة فوائدها وألزامها وهو الشرب والأكل ، وأدرج باقي المنافع في قوله { وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ } ثم ذكر ما تكاد تختص به بعض الأنعام وهو الحمل عليها وقرنها بالفلك لأنها سفائن البر كما أن { الْفُلْكِ } سفائن البحر . قال ذو الرمة : .
سفينة بر تحت خدي زمامها .
يريد صيدح ناقته . .
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ ياقَوْمِ * قَوْمٌ * اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مّنْ إِلَاهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * فَقَالَ الْمَلَؤُا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِه