@ 365 @ .
يراوح من صلوات المليك فطوراً سجوداً وطوراً جؤاراً وقيل : الجؤار الصراخ باستغاثة قال : جأر ساعات النيام لربه . السامر : مفرد بمعنى الجمع ، يقال : قوم سامر وسمر ومعناه سهر الليل مأخوذ من السمر ، وهو ما يقع على الشجر من ضوء القمر وكانوا يجلسون للحديث في ضوء القمر ، والسمير الرفيق بالليل في السهر ويقال له السمار أيضاً ، ويقال لا أفعله ما أسمر ابنا سمير ، والسمير الدهر وابناه الليل والنهار . نكب عن الطريق ونكب بالتشديد : إذا عدل عنه . اللجاج في الشيء : التمادي عليه . .
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَواةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذالِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لاِمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَواتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ مّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً ءاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ } . .
هذه السورة مكية بلا خلاف ، وفي الصحيح للحاكم عنه صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ( لقد أنزلت عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ) ثم قرأ قد { أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } إلى عشر آيات . ومناسبتها لآخر السورة قبلها ظاهرة لأنه تعالى خاطب المؤمنين بقوله { الاْمُورُ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ ارْكَعُواْ } الآية وفيها { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } وذلك على سبيل الترجية فناسب ذلك قوله { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } إخباراً بحصول ما كانوا رجوه من الفلاح . .
وقرأ طلحة بن مصرف وعمرو بن عبيد { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } بضم الهمزة وكسر اللام مبنياً للمفعول ، ومعناه ادخلوا في الفلاح فاحتمل أن يكون من فلح لازماً أو يكون أفلح يأتي متعدياً ولازماً . وقرأ طلحة أيضاً بفتح الهمزة واللام وضم الحاء . قال عيسى بن عمر : سمعت طلحة بن مصرف يقرأ قد أفلحوا المؤمنون ، فقلت له : أتلحن ؟ قال : نعم ، كما لحن أصحابي انتهى . يعني أن مرجوعه في القراءة إلى ما روي وليس بلحن لأنه على لغة أكلوني البراغيث . وقال الزمخشري : أو على الإبهام والتفسير . وقال ابن عطية : وهي قراءة مردودة ، وفي كتاب ابن خالويه مكتوباً بواو بعد الحاء ، وفي اللوامح وحذفت واو الجمع بعد الحاء لالتقائهما في الدرج ، وكانت الكتابة عليها محمولة على الوصل نحو { وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ } . وقال الزمخشري : وعنه أي عن طلحة { أَفْلَحَ } بضمة بغير واو اجتزاء بها عنها كقوله : .
فلو أن الأطباء كان حولي .
انتهى . وليس بجيد لأن الواو في { أَفْلَحَ } حذفت لالتقاء الساكنين وهنا حذفت للضرورة فليست مثلها . قال الزمخشري : قد تقتضيه لما هي تثبت المتوقع ولما تنفيه ، ولا شك أن المؤمنين كانوا متوقعين لمثل هذه البشارة وهي الإخبار بثبات الفلاح لهم ، فخوطبوا بما دل على ثبات ما توقعوه انتهى . .
والخشوع لغة الخضوع والتذلل ، وللمفسرين فيه هنا أقوال : قال عمرو بن دينار : هو السكون وحسن الهيئة . توقال مجاهد : غض البصر وخفض الجناح . وقال مسلم بن