@ 119 @ فسحة هي مزدرع لجميع الحبوب والماء المعين ، يسقي جيمع ذلك من النهر . .
وقال الزمخشري : { جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ } بساتين من كروم ، { وَحَفَفْنَاهُمَا } { بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا } النخل محيطاً بالجنتين ، وهذا مما يؤثره الدهاقين في كرومهم أن يجعلوها مؤزرة بالأشجار المثمرة انتهى . وقرأ الجمهور { كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ } وفي مصحف عبد الله كلا الجنتين ، أتى بصيغة التذكير لأن تأنيث الجنتين مجازي ، ثم قرأ { اتَتْ } فأنث لأنه ضمير مؤنث ، فصار نظير قولهم طلع الشمس وأشرقت . وقال الفراء في قراءة ابن مسعود : كل الجنتين آتى أكله انتهى فأعاد الضمير على كل . وقال الزمخشري : جعلها أرضاً جامعة للأقوات والفواكه ، ووصف العمارة بأنها متواصلة متشابكة لم يتوسطها ما يقطعها ويفصل بينهما مع الشكل الحسن والترتيب الأنيق ، ونعتهما بوفاء الثمار وتمام الأكل من غير نقص ثم بما هو أصل الخير ومادته من أمر الشرب ، فجعله أفضل ما يسقي به وهو السيح بالنهر الجاري فيها والأكل الثمر . .
وقرأ الجمهور { وَفَجَّرْنَا } بتشديد الجيم . وقال الفراء : إنما شدد { وَفَجَّرْنَا } وهو نهر واحد لأن النهر يمتد فكان التفجر فيه كله أعلم الله تعالى أن شربهما كان من نهر واحد وهو أغزر الشرب . وقرأ الأعمش وسلام ويعقوب وعيسى بن عمر بتخفيف الجيم وكذا قرأ الأعمش في سورة القمر ، والتشديد في سورة القمر أظهر لقوله { عُيُوناً } وقوله هنا { نَهَراً } وانتصب { خِلَالَهُمَا } على الظرف أي وسطهما ، كان النهر يجري من داخل الجنتين . وقرأ الجمهور { نَهَراً } بفتح الهاء . وقرأ أبو السمال والفياض بن غزوان وطلحة بن سليمان بسكون الهاء . وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن عامر وحمزة والكسائي وابن كثير ونافع وجماعة قراء المدينة : { ثَمَرٌ } وبثمره بضم الثاء والميم جمع ثمار . وقرأ الأعمش وأبو رجاء وأبو عمرو بإسكان الميم فيهما تخفيفاً أو جمع ثمرة كبدنة وبدن . وقرأ أبو جعفر والحسن وجابر بن زيد والحجاج وعاصم وأبو حاتم ويعقوب عن رويس عنه بفتح الثاء والميم فيهما . وقرأ رويس عن يعقوب { ثَمَرٌ } بضمهما وبثمره بفتحهما فيمن قرأ بالضم . قال ابن عباس وقتادة الثمر جميع المال من الذهب والحيوان وغير ذلك . وقال النابغة : % ( مهلاً فداء لك الأقوام كلهم % .
وما أثمروا من مال ومن ولد وقال مجاهد : يراد بها الذهب والفضة خاصة . وقال ابن زيد : هي الأصول فيها الثمر . وقال أبو عمرو ابن العلاء : الثمر المال ، فعلى هذا المعنى أنه كانت له إلى الجنتين أموال كثيرة من الذهب والفضة وغيرهما ، فكان متمكناً من عمارة الجنتين . وأما من قرأ بالفتح فلا إشكال أنه يعني به حمل الشجر . وقرأ أبو رجاء في رواية { ثَمَرٌ } بفتح الثاء وسكون الميم ، وفي مصحف أبيّ وآتيناه ثمراً كثيراً ، وينبغي أن يجعل تفسيراً . .
.
) % .
ويظهر من قوله { فَقَالَ لَصَاحِبِهِ } أنه ليس أخاه ، { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } جملة حالية ، والظاهر أن ذا الحال هو القائل أي يراجعه الكلام في إنكاره البعث ، وفي إشراكه بالله . وقيل : هي حال من صاحبه أي المسلم كان يحاوره بالوعظ والدعاء إلى الله وإلى الإيمان بالبعث ، والظاهر كون أفعل للتفضيل وأن صاحبه كان له مال ونفر ولم يكن سبروتاً كما ذكر أهل التاريخ ، وأنه جاء يستعطيه ويدل على ذلك كونه