@ 72 @ مكرماً أي إكراماً . وقرأ قتادة وأبو حيوة وحميد وإبراهيم بن أبي عبلة بفتحهما . وقال صاحب اللوامح : وهما مصدران من دخل وخرج لكنه جاء من معنى { أَدْخِلْنِى } { وَأَخْرِجْنِى } المتقدمين دون لفظهما ومثلهما { أَنبَتَكُمْ مّنَ الاْرْضِ نَبَاتاً } ويجوز أن يكونا اسم المكان وانتصابهما على الظرف ، وقال غيره : منصوبان مصدرين على تقدير فعل أي { أَدْخِلْنِى } فأدخل { مُدْخَلَ صِدْقٍ } { وَأَخْرِجْنِى } فأخرج { مُخْرَجَ صِدْقٍ } . .
والسلطان هنا قال الحسن : التسليط على الكافرين بالسيف ، وعلى المنافقين بإقامة الحدود . وقال قتادة : ملكاً عزيزاً تنصرني به على كل من ناواني . وقال مجاهد : حجة بينة . وقيل : كتاباً يحوي الحدود والأحكام . وقيل : فتح مكة . وقيل : في كل عصر { سُلْطَاناً } ينصرك دينك و { نَصِيراً } مبالغة في ناصر . وقيل : فعيل بمعنى مفعول ، أي منصوراً ، وهذه الأقوال كلها محتملة لقوله { سُلْطَاناً نَّصِيرًا } وروي أنه تعالى وعده ذلك وأنجزه له في حياته وتممه بعد وفاته . قال قتادة : و { الْحَقّ } القرآن و { الْبَاطِلُ } الشيطان . وقال ابن جريج : الجهاد و { الْبَاطِلُ } الشرك . وقيل : الإيمان والكفر . وقال مقاتل : جاءت عبادة الله وذهبت عبادة الشيطان ، وهذه الآية نزلت بمكة ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) كان يستشهد بها يوم فتح مكة وقت طعنه الأصنام وسقوطها لطعنه إياها بمخصرة حسبما ذكر في السير . و { زَهُوقًا } صفة مبالغة في اضمحلاله وعلم ثبوته في وقت مّا . .
و { مِنْ } في { مِن ثُلُثَىِ } لابتداء الغاية . وقيل للتبعيض قاله الحوفي : وأنكر ذلك لاستلزامه أن بعضه لا شفاء فيه ورد هذا الإنكار لأن إنزاله إنما هو مبعض . وقيل : لبيان الجنس قاله الزمخشري وابن عطية وأبو البقاء ، وقد ذكرنا أن من التي لبيان الجنس لا تتقدم على المبهم الذي تبينه وإنما تكون متأخرة عنه . وقرأ الجمهور : و { نُنَزّلُ } بالنون ومجاهد بالياء خفيفة ورواها المروزي عن حفص . وقرأ زيد بن عليّ : { شِفَاء وَرَحْمَةٌ } بنصبهما ويتخرج النصب على الحال وخبر هو قوله { لِلْمُؤْمِنِينَ } والعامل فيه ما في الجار والمجرور من الفعل ، ونظيره قراءة من قرأ { وَالسَّمَاواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } بنصب مطويات . وقول الشاعر : % ( رهط ابن كوز محقي أدراعهم % .
فيهم ورهط ربيعة بن حذار .
) % .
وتقديم الحال على العامل فيه من الظرف أو المجرور لا يجوز إلاّ عند الأخفش ، ومن منع جعله منصوباً على إضمار أعني وشفاؤه كونه مزيلاً للريب كاشفاً عن غطاء القلب بفهم المعجزات والأمور الدالة على الله المقررة لدينه ، فصار لعلات القلوب كالشفاء لعلات الأجسام . وقيل : شفاء بالرقى والعوذ كما جاء في حديث الذي رقي بالفاتحة من لسعة العقرب . واختلفوا في النشرة وهو أن يكتب شيء من أسماء الله تعالى أو من القرآن ثم يغسل بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقاه ، فأجاز ذلك ابن المسيب ولم يره مجاهد . وعن عائشة : كانت تقرأ بالمعوذتين في إناء ثم تأمر أن يصب على المريض . وقال أبو عبد الله المازني : النشرة أمر معروف عند أهل التعزيم ، سميت بذلك لأنها تنشر عن صاحبهما أي تحل ، ومنعها الحسن والنخعي . وروي أبو داود من حديث جابر أن الرسول صلى الله عليه وسلم ) قال وقد سئل عن النشرة : ( هي من عمل الشيطان ) . ويحمل ذلك على ما إذا كانت خارجة عما في كتاب الله وسنة الرسول ، والنشرة من جنس الطب في غسالة شيء له فضل .