@ 91 @ وقيل : أول من أسلم يوم الميثاق فيكون سابقاً على الخلق كلهم ، كما قال : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح . .
{ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ } } أي وقيل لي والمعنى أنه أمر بالإسلام ونهى عن الشرك ، هكذا خرجه الزمخشري وابن عطية على إضمار . وقيل لي : لأنه لا ينتظم عطفه على لفظ { * } أي وقيل لي والمعنى أنه أمر بالإسلام ونهى عن الشرك ، هكذا خرجه الزمخشري وابن عطية على إضمار . وقيل لي : لأنه لا ينتظم عطفه على لفظ { إِنّى أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } فيكون مندرجاً تحت لفظ { قُلْ } إذ لو كان كذلك لكان التركيب ولا أكون من المشركين . وقيل : هو معطوف على معمول { قُلْ } حملاً على المعنى ، والمعنى { قُلْ إِنّى } قيل لي كن { أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ } فهما جميعاً محمولان على القول لكن أتى الأول بغير لفظ القول ، وفيه معناه فحمل الثاني على المعنى وقيل هو معطوف على { قُلْ } أمر بأن يقول كذا ونهى عن كذا . وقيل : هو نهى عن موالاة المشركين . وقيل : الخطاب له لفظاً والمراد أمته وهذا هو الظاهر لقوله { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } والعصمة تنافي إمكان الشرك . .
{ قُلْ إِنّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } } الظاهر أن الخوف هنا على بابه وهو توقع المكروه . وقال ابن عباس معنى { * } الظاهر أن الخوف هنا على بابه وهو توقع المكروه . وقال ابن عباس معنى { أَخَافُ } أعلم و { عَصَيْتُ } عامّة في أنواع المعاصي ، ولكنها هنا إنما تشير إلى الشرك الذي نهى عنه قاله ابن عطية . والخوف ليس بحاصل لعصمته بل هو معلق بشرط هو ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم ) وجوابه محذوف ولذلك جاء بصيغة الماضي . فقيل : هو شرط معترض لا موضع له من الإعراب كالاعتراض بالقسم . وقيل : هو في موضع نصب على الحال كأنه قيل إني أخاف عاصياً ربي . وقال أبو عبد الله الرازي : مثال الآية إن كانت الخمسة زوجاً كانت منقسمة متساويتين يعني أنه تعليق على مستحيل واليوم العظيم هو يوم القيامة . .
{ مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ } قرأ حمزة وأبو بكر والكسائي { مَّن يُصْرَفْ } مبنياً للفاعل فمن مفعول مقدم والضمير في { يُصْرَفْ } عائد على الله ويؤيده قراءة أبي { مَّن يُصْرَفْ } الله وفي { عَنْهُ } عائد على العذاب والضمير المستكن في { رَحِمَهُ } عائد على الرب أي أيّ شخص يصرف الله عنه العذاب فقد رحمه الرحمة العظمى وهي النجاة من العذاب ، وإذا نجّى من العذاب دخل الجنة ويجوز أن يعرب من مبتدأ والضمير في { عَنْهُ } عائد عليه ، ومفعول { * بصرف } محذوف اختصاراً إذ قد تقدّم في الآية قبل التقدير أي شخص يصرف الله العذاب عنه فقد رحمه ، وعلى هذا يجوز أن يكون من باب الاشتغال فيكون { صَلَحَ مِنْ } منصوباً بإضمار فعل يفسره معنى { يُصْرَفْ } ويجوز على إعراب { مِنْ } مبتدأ أن يكون المفعول مذكوراً ، وهو { يَوْمَئِذٍ } على حذف أي هول يومئذ فينتصب { يَوْمَئِذٍ } انتصاب المفعول به . وقرأ باقي السبعة { مَّن يُصْرَفْ } مبنياً للمفعول ومعلوم أن الصارف هو الله تعالى ، فحذف للعلم به أو للإيجاز إذ قد تقدّم ذكر الرّب ويجوز في هذا الوجه أن يكون الضمير في { يُصْرَفْ } عائداً على { مِنْ } وفي { عَنْهُ } عائداً على العذاب أي أيّ شخص يصرف عن العذاب ، ويجوز أن يكون الضمير عائداً على { مِنْ } ومفعول { يُصْرَفْ } { يَوْمَئِذٍ } وهو