60 - ثم قال : { قل } يا محمد { هل أنبئكم } أخبركم { بشر من ذلك } الذي ذكرتم يعني قولهم لم نر أهل دين أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم ولا دينا شرا من دينكم فذكر الجواب بلفظ الابتداء وإن لم يكن الابتداء شرا كقوله تعالى : { أفأنبئكم بشر من ذلكم النار } ( الحج 72 ) { مثوبة } ثوابا وجزاءا نصب على التفسير { عند الله من لعنه الله } أي : هو من لعنه الله { وغضب عليه } يعني : اليهود { وجعل منهم القردة والخنازير } فالقردة أصحاب السبت والخنازير كفار مائدة عيسى عليه السلام .
وروي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس Bهما : أن الممسوخين كلاهما من أصحاب السبت فشبانهم مسخوا قردة ومشايخهم مسخوا خنازير { وعبد الطاغوت } أي : جعل منهم من عبد الطاغوت أي : أطاع الشيطان فيما سول له وتصديقها قراءة ابن مسعود : ومن عبدوا الطاغوت وقرأ حمزة { وعبد } بضم الباء { الطاغوت } بجر التاء أراد العبد وهما لغتان عبد بجزم الباء وعبد بضم الباء مثل سبع وسبع وقيل هو جمع العباد وقرأ الحسن وعبد الطاغوت على الواحد { أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل } أي : عن طريق الحق