180 - { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم } أي : ولا يحسبن الباخلون البخل خيرا لهم { بل هو } يعني : البخل { شر لهم سيطوقون } أي : سوف يطوقون { ما بخلوا به يوم القيامة } يعني : يجعل ما منعه من الزكاة حية تطوق في عنقه يوم القيامة تنهشه من فوقه إلى قدمه وهذا قول ابن مسعودوابن عباس و أبي وائل و الشعبي و السدي .
اخبرنا عبد الواحد المليحي أنا احمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا علي بن عبد الله المديني أنا هاشم بن القاسم أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح السمان عن ابي هريرة قال : قال رسول الله A : [ من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول : أنا مالك أنا كنزك ثم تلا : { ولا يحسبن الذين يبخلون } الآية ] .
اخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عمرو بن حفص بن غياث أنا أبي أنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر Bه قال : انتهيت إليه يعني : النبي A قال [ والذي نفسي بيده أو والذي لا إله غيره أو كما حلف ما من رجل يكون له إبل أو بقر أو غنم لا يؤدي حقها إلا أتي بها يوم القيامة أعظم ما يكون وأسمنه تطؤه بأخفافها وتنطحه بقرونها كلما جازت أخراها ردت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس ] .
قال إبراهيم النخعي : معنى الآية بجعل يوم القيامة في أعناقهم طوقا من النار قال مجاهد : يكلفون يوم القيامة أن يأتوا بما بخلوا به في الدنيا من أموالهم .
وروى عطية عن ابن عباس : أن هذه الآية نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا صفة محمد A ونبوته وأراد بالبخل كتمان العلم كما قال في سورة النساء { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله } ( النساء - 37 ) .
ومعنى قوله { سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة } أي : يحملون وزره وإثمه كقوله تعالى : { وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم } ( الأنعام - 31 ) .
{ ولله ميراث السموات والأرض } يعني : أنه الباقي الدائم بعد فناء خلقه وزوال أملاكهم فيموتون ويرثهم نظيره قوله تعالى : { إنا نحن نرث الأرض ومن عليها } ( مريم - 40 ) { والله بما تعملون خبير } قرأ اهل البصرة ومكة يعملون بالياء وقرأ الآخرون بالتاء