40 - قوله تعالى : { يا بني إسرائيل } يا أولاد يعقوب ومعنى اسرائيل : عبد الله ( وإيل ) هو الله تعالى وقيل صفوة الله وقرأ أبو جعفر : إسرائيل بغير همز { اذكروا } احفظوا والذكر : يكون بالقلب ويكون باللسان وقيل : أراد به الشكر وذكر بلفظ الذكر لأن في الشكر ذكرا وفي الكفران نسيانا قال الحسن : ذكر النعمة شكرها { نعمتي } أي : نعمي لفظها واحد ومعناها جمع كقوله تعالى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } ( 34 - ابراهيم ) { التي أنعمت عليكم } أي على أجدادكم وأسلافكم قال قتادة : هي النعم التي خصت بها بنو اسرائيل : من فلق البحر وإنجائهم من فرعون بإغراقه وتظليل الغمام عليهم في التيه وإنزال المن والسلوى وإنزال التوراة في نعم كثيرة لا تحصى وقال غيره : هي جميع النعم التي لله D على عباده { وأوفوا بعهدي } أي بامتثال أمري { أوف بعهدكم } بالقبول والثواب .
قال قتادة و مجاهد : أراد بهذا العهد ما ذكر في سورة المائدة { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا } إلى أن قال - { لأكفرن عنكم سيئاتكم } ( 12 - المائدة ) فهذا قوله : { أوف بعهدكم } .
وقال الحسن هو قوله { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة } ( 63 - البقرة ) فهو شريعة التوراة وقال مقاتل هو قوله { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله } ( 83 - البقرة ) وقال الكلبي : عهد الله إلى بني اسرائيل على لسان موسى : إني باعث من بني اسماعيل نبيا أميا فمن اتبعه وصدق بالنور الذي يأتي به غفرت له ذنبه وأدخلته الجنة وجعلت له أجرين اثنين : وهو قوله : { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس } ( 187 - آل عمران ) يعني أمر محمد A .
{ وإياي فارهبون } فخافوني في نقض العهد وأثبت يعقوب الياءات المحذوفة في الخط مثل فارهبوني فاتقوني واخشوني والآخرون يحذفونها على الخط