31 - { يا قومنا أجيبوا داعي الله } يعني محمدا A { وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم } ( من ) صلة أي ذنوبكم { ويجركم من عذاب أليم } قال ابن عباس Bهما : فاستجاب لهم من قومهم نحو من سبعين رجلا من الجن فرجعوا إلى رسول الله A فوافقوه في البطحاء فقرأ عليهم القرآن وأمرهم ونهاهم وفيه دليل على أنه A كان مبعوثا إلى الجن والإنس جميعا .
قال مقاتل : لم يبعث قبله نبي إلى الإنس والجن جميعا .
واختلف العلماء في حكم مؤمني الجن فقال قوم : ليس لهم ثواب إلا نجاتهم من النار وتأولوا قوله : ( يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ) وإليه ذهب أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه .
وحكى سفيان عن ليث قال : الجن ثوابهم أن يجاروا من النار ثم يقال لهم : كونوا ترابا وهذا مثل البهائم .
وعن أبي الزناد قال : إذا قضي بين الناس قيل لمؤمني الجن : عودوا ترابا فعند ذلك يقول الكافر : { يا ليتني كنت ترابا } ( النبأ - 40 ) .
وقال الآخرون : يكون لهم الثواب في اإحسان كما يكون عليهم العقاب في الإساءة كالإنس وإليه ذهب مالك وابن أبي ليلى .
وقال جرير عن الضحاك : الجن يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون .
وذكر النقاش في ( تفسيره ) حديث أنهم يدخلون الجنة فقيل : هل يصيبون من نعيمها : قال : يلهمهم الله تسبيحه وذكره فيصيبون من لذته ما يصيبه بنو آدم من نعيم الجنة وقال أرطاة بن المنذر : سألت ضمرة بن حبيب : هل للجن ثواب ؟ قال : نعم وقرأ : { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } ( الرحمن - 74 ) قال فالإنسيات للإنس والجنيات للجن .
وقال عمر بن عبد العزيز : إن مؤمني الجن حول الجنة في ربض ورحاب وليسوا فيها