15 - قوله D : { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا } قرأ أهل الكوفة : ( إحسانا ) [ كقوله تعالى : { وبالوالدين إحسانا } ( البقرة - 83 ) ] { حملته أمه كرها ووضعته كرها } يريد شدة الطلق قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو ( كرها ) بفتح الكاف فيهما وقرأ الآخرون بضمهما { وحمله وفصاله } فطامه وقرأ يعقوب : ( وفصله ) بغير ألف { ثلاثون شهرا } يريد أقل مدة الحمل وهي ستة أشهر وأكثر مدة الرضاع أربعة وعشرون شهرا .
وروى عكرمة عن ابن عباس Bه قال : إذا حملت المرأة تسعة أشهر أرضعت إحدى وعشرين شهرا وإذا حملت ستة أشهر أرضعت أربعة وعشرين شهرا : { حتى إذا بلغ أشده } نهاية قوته وغاية شبابه واستوائه وهو ما بين ثماني عشرة سنة إلى أربعين سنة فذلك قوله : { وبلغ أربعين سنة } .
وقال السدي و الضحاك : نزلت في سعد بن أبي وقاص وقد مضت القصة .
وقال الآخرون : نزلت في أبي بكر الصديق وأبيه أبي قحافة عثمان بن عمرو وأمه أم الخير بنت صخر بن عمرو .
قال علي بن أبي طالب : الآية نزلت في أبي بكر أسلم أبواه جميعا ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أبواه غيره أوصاه الله بهما ولزم ذلك من بعده .
وكان أبو بكر صحب النبي A وهو ابن ثماني عشرة سنة والنبي A ابن عشرين سنة في تجارة إلى الشام فلما بلغ أربعين سنة ونبيء النبي A آمن به ودعا ربه فـ { قال رب أوزعني } ألهمني { أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي } بالهداية والإيمان { وأن أعمل صالحا ترضاه } قال ابن عباس : وأجابه الله D فأعتق تسعة من المؤمنين يعذبون في الله ولم يرد شيئا من الخير إلا أعانه الله عليه ودعا أيضا فقال : { وأصلح لي في ذريتي } فأجابه الله فلم يكن له ولد إلا آمنوا جميعا فاجتمع له إسلام أبويه وأولاده جميعا فأدرك أبو قحافة النبي A وابنه أبو بكر وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر وابن عبد الرحمن أبو عتيق كلهم أدركوا النبي A ولم يكن ذلك لأحد من الصحابة قوله : { إني تبت إليك وإني من المسلمين }