قوله D : 53 - { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم } الآية قال أكثر المفسرين : نزلت هذه الآية في شأن وليمة زينب بنت جحش حين بنى بها رسول الله A .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا يحيى بن بكير أخبرنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني أنس بن مالك أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله A المدينة قال : وكانت أم هانئ تواظبني على خدمة النبي A فخدمته عشر سنين وتوفي النبي A وأنا ابن عشرين سنة فكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل فكان أول ما أنزل في مبتنى رسول الله A بزينب بنت جحش أصبح النبي A بها عروسا فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا وبقي رهط منهم عند النبي A فأطالوا المكث فقام النبي لله فخرج وخرجت معه لكي يخرجوا فمشى النبي A ومشيت حتى جاء حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه حتى إذا دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يخرجوا فرجع النبي A ورجعت معه حتى إذا بلغ عتبة حجرة عائشة وظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم قد خرجوا فضرب النبي A بيني وبينه الستر وأنزل الحجاب .
وقال أبو عثمان - واسمه الجعد - عن أنس قال : فدخل يعني رسول الله A البيت وأرخى الستر وإني لفي الحجرة وهو يقول : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم } إلى قوله : { والله لا يستحيي من الحق } .
وروي عن ابن عباس أنها نزلت في ناس من المسلمين كانوا يتحينون طعام رسول الله A فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن يدرك ثم يأكلون ولا يخرجون وكان رسول الله A يتأذى بهم فنزلت : .
{ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم } يقول : إلا أن تدعوا { إلى طعام } فيؤذن لكم فتأكلونه { غير ناظرين إناه } غير منتظرين إدراكه ووقت نضجه يقال : أنى الحميم : إذا انتهى حره وإني أن يفعل ذلك : إذا حان إنى بكسر الهمزة مقصورة فإذا فتحتها مددت فقلت الإناء وفيه لغتان إني يأنى وآن يئين مثل : حان يحين .
{ ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم } أكلتم الطعام { فانتشروا } تفرقوا واخرجوا من منزله { ولا مستأنسين لحديث } ولا طالبين الأنس للحديث وكانوا يجلسون بعد الطعام يتحدثون طويلا فنهوا عن ذلك .
{ إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق } أي : لا يترك تأديبكم وبيان الحق حياء .
{ وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } أي : من وراء ستر فبعد آية الحجاب لم يكن لأحد أن ينظر إلى امرأة من نساء رسول الله A متنقبة كانت أو غير متنقبة { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } من الريب .
وقد صح في سبب نزول آية الحجاب ما أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا يحيى بن بكير أخبرنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن أزواج النبي A كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح وكان عمر يقول للنبي A : احجب نساءك فلم يكن رسول الله A يفعل فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي A ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر : ألا قد عرفناك يا سودة - حرصا على أن ينزل الحجاب - فأنزل الله تعالى آية الحجاب .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي أخبرنا عبد الرحيم بن منيب أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد عن أنس قال : [ قال عمر : وافقني ربي في ثلاث قلت : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى ؟ فأنزل الله : { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } وقلت : يا رسول الله إنه يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب ؟ فأنزل الله آية الحجاب قال : وبلغني بعض ما آذى به رسول الله A نساؤه قال : فدخلت عليهن استقربهن واحدة واحدة قلت : والله لتنتهن أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن حتى أتيت على زينب فقالت : يا عمر ما كان في رسول الله A ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت قال : فخرجت فأنزل الله D : { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } ( التحريم - 5 ) إلى آخر الآية ] .
قوله D : { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله } ليس لكم أذاه في شيء من الأشياء { ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا } نزلت في رجل من أصحاب النبي A قال : لئن قبض رسول الله A لأنكحن عائشة .
قال مقاتل بن سليمان : هو طلحة بن عبيد الله فأخبر الله D أن ذلك محرم وقال : { إن ذلكم كان عند الله عظيما } أي : ذنبا عظيما .
وروى معمر عن الزهري أن العالية بنت ظبيان التي طلق النبي A تزوجت رجلا وولدت له وذلك قبل تحريم أزواج النبي A على الناس