32 - { اسلك } أدخل { يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء } برص فخرجت ولها شعاع كضوء الشمس { واضمم إليك جناحك من الرهب } قرأ أهل الكوفة والشام : بضم الراء وسكون الهاء وبفتح الراء حفص وقرأ الآخرون بفتحهما وكلها لغات بمعنى الخوف .
ومعنى الآية : إذا هلك أمر يدك وما ترى من شعاعها فادخلها في جيبك تعد إلى حالتها الأولى .
والجناح : اليد كلها وقيل : هو العضد وقال عطاء عن ابن عباس Bهم : أمره الله أن يضم يده إلى صدره فيذهب عنه ما ناله من الخوف عند معاينة الحية وقال : ما من خائف بعد موسى إلا إذا وضع يده على صدره زال خوفه .
قال مجاهد : كل من فزع فضم جناحيه إليه ذهب عنه الفزع .
وقيل : المراد من ضم الجناح : السكون أي : سكن روعك واخفض عليك جانبك لأن من شأن الخائف أن يضطرب قلبه ويرتعد بدنه ومثله قوله : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } ( الإسراء - 24 ) يريد الرفق وقوله : { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } ( الشعراء - 215 ) أي : ارفق بهم وألن جانبك لهم .
قال الفراء : أراد بالجناح العصا معناه : اضمم إليك عصاك .
وقيل : الرهب الكم بلغة حمير قال الأصمعي : سمعت بعض الأعراب يقول : أعطني ما في رهبك أي : في كمك معناه : اضمم إليك يدك وأخرجها من الكم لأنه تناول العصا ويده في كمه .
{ فذانك } يعني : العصا واليد البيضاء { برهانان } آيتان { من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين }