ف40 - { قال الذي عنده علم من الكتاب } / واختلفوا فيه فقال بعضهم : هو جبريل : وقيل : هو ملك من الملائكة أيد الله به نبيه سليمان عليه السلام .
وقال أكثر المفسرين : هو آصف بن برخيا وكان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى .
روى جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال : إن آصف قال لسليمان حين صلى : مد عينيك حتى ينتهي طرفك فمد سليمان عينيه فنظر نحو اليمين ودعا آصف فبعث الله الملائكة فحملوا السرير من تحت الأرض يخدون به خدا حتى انخرقت الأرض بالسرير بين يدي سليمان .
وقال الكلبي : خر آصف ساجدا ودعا باسم الله الأعظم فغاب عرشها تحت الأرض حتى نبع عند كرسي سليمان وقيل : كانت المسافة مقدار شهرين .
واختلفوا في الدعاء الذي دعا به آصف فقال مجاهد ومقاتل : ياذا الجلال والإكرام وقال الكلبي : يا حي يا قيوم وروي ذلك عن عائشة وروي عن الزهري قال : دعاء الذي عنده علم من الكتاب : يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله إلا أنت ائتني بعرشها .
وقال محمد بن المنكدر : إنما هو سليمان قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفهما : { أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } قال سليمان : هات قال : أنت النبي ابن النبي وليس أحد أوجه عند الله منك فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك فقال : صدقت ففعل ذلك فجيء بالعرش في الوقت .
وقوله تعالى : { قبل أن يرتد إليك طرفك } قال سعيد بن جبير : يعني : من قبل أن يرجع إليك أقصى من ترى وهو أن يصل إليك من كان منك على مد بصرك قال قتادة : قبل أن يأتيك الشخص من مد البصر وقال مجاهد : يعني إدامة النظر حتى يرتد الطرف خاسئا وقال وهب : تمد عينيك فلا ينتهي طرفك إلى مداه حتى أمثله بين يديك { فلما رآه } يعني : رأى سليمان العرش { مستقرا عنده } محمولا إليه من مأرب إلى الشام في قدر ارتداد الطرف { قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر } نعمته { أم أكفر } فلا أشكرها { ومن شكر فإنما يشكر لنفسه } أي : يعود نفع شكره إليه وهو أن يستوجب به تمام النعمة ودوامها لأن الشكر قيد النعمة الموجودة وصيد النعمة المفقودة { ومن كفر فإن ربي غني } عن شكره { كريم } بالإفضال على من يكفر نعمه