ثم استثنى شعراء المسلمين الذين كانوا يجيبون شعراء الجاهلية ويهجون شعراء الكفار وينافحون عن النبي A وأصحابه منهم حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك فقال : .
227 - لرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال للنبي A : إن الله قد أنزل في الشعر ما أنزل فقال النبي A : [ إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل ] .
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أخبرنا الهيثم بن كليب أخبرنا أبو عيسى الترمذي حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت عن أنس [ أن النبي A دخل مكة في عمرة القضاء وابن رواحة يمشي بين يديه ويقول : .
( خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله ) .
( ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله ) .
فقال له عمر : يا ابن رواحة بين يدي رسول الله A وفي حرم الله تقول الشعر ؟ فقال النبي A : خل عنه يا عمر فلهي أسرع فيهم من نضح النبل ] .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة أخبرني عدي أنه سمع البراء قال : قال رسول الله A لحسان : [ اهجهم أو هاجهم وجبريل معك ] .
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزاني أخبرنا أبو القاسم الخزاعي أخبرنا الهيثم بن كليب حدثنا أبو عيسى حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري وعلي بن حجر - المعنى واحد - قالا : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : [ كان رسول الله A / يضع لحسان بن ثابت منبرا في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله A أو ينافح عن رسول الله A ويقول رسول الله A : إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما ينافح أو يفاخر عن رسول الله ] .
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أخبرنا عبد الغافر بن محمد حدثنا محمد بن عيسى الجلودي حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثنا خالد بن زيد حدثني سعيد بن أبي هلال عن عمارة بن غزية عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله A قال : [ اهجوا قريشا فإنه أشد عليهم من رشق النبل فأرسل إلى ابن رواحة فقال : اهجهم فهجاهم فلم يرض فأرسل إلى كعب بن مالك ثم أرسل إلى حسان بن ثابت فلما دخل عليه قال حسان : قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم أدلع لسانه فجعل يحركه فقال : والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم فقال رسول الله A : لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي فأتاه حسان ثم رجع فقال : يا رسول الله قد خلص لي نسبك والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين قالت عائشة : فسمعت رسول الله A يقول لحسان : إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله وقالت : سمعت رسول الله A يقول : هجاهم حسان فشفى واشتفى ] قال حسان : .
( هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء ) .
( هجوت محمدا برا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء ) .
( فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء ) .
( فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء ) .
( وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء ) .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن أن مروان بن الحكم أخبره أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن أبي بن كعب أخبره أن رسول الله A قال : [ إن من الشعر لحكمة ] .
قالت عائشة Bها : الشعر كلام فمنه حسن ومنه قبيح فخذ الحسن ودع القبيح .
وقال الشعبي : كان أبو بكر رضي الله تعالى عنه يقول الشعر وكان عمر رضي الله تعالى عنه يقول الشعر وكان علي رضي الله تعالى عنه أشعر الثلاثة .
وروي عن ابن عباس Bهما أنه كان ينشد الشعر في المسجد ويستنشده فروي أنه دعا عمر بن أبي ربيعة المخزومي فاستنشده القصيدة التي قالها فقال : .
( أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجر ) .
فأنشده ابن أبي ربيعة القصيدة إلى آخرها وهي قرية من سبعين بيتا ثم إن ابن عباس أعاد القصيدة جميعها وكان حفظها بمرة واحدة .
{ وذكروا الله كثيرا } أي : لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله { وانتصروا من بعد ما ظلموا } قال مقاتل : انتصروا من المشركين لأنهم بدؤوا بالهجاء .
ثم أوعد شعراء المشركين فقال : { وسيعلم الذين ظلموا } أشركوا وهجوا رسول الله A { أي منقلب ينقلبون } أي مرجع يرجعون بعد الموت قال ابن عباس Bهما : إلى جهنم والسعير والله أعلم