157 - { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } الآية قال نوف البكالي الحميري : لما اختار موسى قومه سبعين رجلا قال الله تعالى لموسى : اجعل لكم الأرض مسجدا وطهورا تصلون حيث أدركتكم الصلاة إلا عند مرحاض أو حمام أو قبر وأجعل السكينة في قلوبكم وأجعلكم تقرؤون التوراة عن ظهر قلوبكم يقرؤها الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير فقال ذلك موسى لقومه فقالوا : لا نريد أن نصلي إلا في الكنائس ولا نستطيع حمل السكينة في قلوبنا ولا نستطيع أن نقرأ التوراة عن ظهور قلوبنا ولا نريد أن نقرأها إلا نظرا فقال الله تعالى : { فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة } إلى قوله : { أولئك هم المفلحون } فجعلها الله لهذه الأمة فقال موسى عليه السلام : يا رب اجعلني نبيهم فقال : نبيهم منهم قال : يا رب اجعلني منهم فقال : إنك لن تدركهم فقال موسى عليه السلام : يا رب إني أتيتك بوفد بني إسرائيل فجعلت وفادتنا لغيرنا فأنزل الله تعالى : { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } ( الأعراف - 159 ) فرضي موسى .
قوله تعالى : { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } وهو محمد A قال ابن عباس Bهما هو نبيكم كان أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب وقال النبي A : [ إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ] وهو منسوب إلى الأم أي هو على ما ولدته أمه وقيل هو منسوب إلى أمته أصله أمتي فسقطت التاء في النسبة كما سقطت في المكي والمدني وقيل : هو منسوب إلى أم القرى وهي مكة .
{ الذي يجدونه } أي : يجدون صفته ونعته ونبوته { مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل } .
أخبرنا عبدالواحد المليحي أنا أحمد بن عبدالله النعيمي أنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار قال لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله A في التوراة : قال : أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء يقولوا : لا إله إلا الله ويفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا .
تابعه عبدالعزيز بن سلمة عن هلال عن عطاء عن ابن سلام أخبرنا الإمام الحسين بن محمد القاضي أنا أبو العباس عبدالله بن محمد بن هارون الطيسفوني أنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن بسطام أنا أبو الحسن بن سيار القرشي حدثنا عبدالله بن عثمان بن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن عبدالله بن ضمرة بن كعب - Bه - قال : إني أجد في التوراة مكتوبا محمد رسول الله لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح أمته الحمادون يحمدون الله في كل منزلة ويكبرونه على كل نجد يأتزرون على أنصافهم ويوضؤون أطرافهم صفهم في الصلاة وصفهم في القتال سواء مناديهم ينادي في جو السماء لهم في جوف الليل دوي النحل مولده بمكة ومهاجره بكابة وملكه بالشام .
قوله تعالى : { يأمرهم بالمعروف } أي : بالإيمان { وينهاهم عن المنكر } أي : عن الشرك وقيل : المعروف : الشريعة والسنة والمنكر : مالا يعرف في شريعة ولا سنة وقال عطاء : يأمرهم بالمعروف : بخلع الأنداد ومكارم الأخلاق وصلة الأرحام وينهاهم عن المنكر : عن عبادة الأوثان وقطع الأرحام { ويحل لهم الطيبات } يعني : ما كانوا يحرمونه في الجاهلية من البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام { ويحرم عليهم الخبائث } يعني : الميتة والدم ولحم الخنزير والزنا وغيرها من المحرمات { ويضع عنهم إصرهم } قرأ ابن عامر ( آصارهم ) بالجمع والإصر : كل ما يثقل على الإنسان من قول أو فعل .
قال ابن عباس و الحسن و الضحاك و السدي و مجاهد : يعني العهد الثقيل كان أخذ على بني إسرائيل بالعمل بما في التوراة .
وقال قتادة : يعني التشديد الذي كان عليهم في الدين { والأغلال } يعني : الأثقال { التي كانت عليهم } وذلك مثل : قتل الأنفس في التوبة وقطع الأعضاء الخاطئة وقرض النجاسة عن الثوب بالمقراض وتعيين القصاص في القتل وتحريم أخذ الدية وترك العمل في السبت وأن صلاتهم لا تجوز إلا في الكنائس وغير ذلكم الشدائد وشبهت بالأغلال التي تجمع اليد إلى العنق { فالذين آمنوا به } أي : بمحمد A { وعزروه } وقروه { ونصروه } على الأعداء { واتبعوا النور الذي أنزل معه } يعني : القرآن { أولئك هم المفلحون }