فصل .
وقد رأيت سلك الله بك طريق هدايته ان أنقل لك فصلا مقنعا أملاه الشيخ الفقيه أبو القاسم علي بمكة حرسها الله عندما سأله سائل عن القدر وما يجب على المكلف إعتقاده فيه فقال Bه من الحق المبين الذي لا ريب فيه واليقين الذي لا شك يعتريه إن الله تعالى خالق كل محدث ومبدع كل مخترع لما دل عليه من الدلائل العقلية والشرعية .
اما العقلية فجهل المختار منا للفعل بتفاصيل إرادته ومراداته ولا بد من معرفة المريد بمراده ليتحقق اختياره له ولا يصح ان يكون خالقا بالاختيار على ما شرحناه في مسألة الكسب وفي غير موضع وأما الشرعية فأولها قال الله سبحانه فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى .
فأخبر أن تيسير الأعمال إنما هو به وقال سبحانه ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها فبين أن الفجور والتقوى بإلهامه للفاجر والتقي وقال تعالى هو الذي خلقكم ومنكم كافر ونكم مؤمن فأخبر أنه خلقهم