وهي ( موطأ نجم الهدى ) إمام الأئمة عالم المدينة ( أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي ) نسبة إلى ( ذي أصبح ) من ملوك اليمن ( المدني ) المتوفى بها سنة تسع وسبعين ومائة وهي في الرتبة بعد ( مسلم ) على ما هو الأصح ويذكر أن جميع مسائلها ثلاثة آلاف مسألة وأحاديثها سبعمائة حديث وعن مؤلفها فيها روايات كثيرة أشهرها وأحسنها : رواية ( يحيى بن كثير الليثي الأندلسي ) وإذا أطلق في هذه الأعصار ( موطأ مالك ) فإنما ينصرف لها .
وأكبرها رواية : ( عبد الله بن مسلمة القعنبي ) ومن أكبرها وأكثرها : زيادات رواية ( أبي مصعب أحمد بن أبي بكر القرشي الزهري ) قاضي المدينة ومن جملتها رواية ( محمد بن الحسن الشيباني ) صاحب ( أبي حنيفة ) وفي ( موطئه ) أحاديث يسيرة ( ص 15 ) يرويها عن غير ( مالك ) وأخرى زائدة على الروايات المشهورة وهي أيضا خالية عن عدة أحاديث ثابتة في سائر الروايات .
( ولأبي الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري القروي القابسي ) نسبة إلى قابس مدينة بإفريقية بالقرب من المهدية ( المالكي الضرير ) المتوفى بالقيروان سنة ثلاث وأربعمائة كتاب ( الملخص ) بكسر الخاء كما ذكره صاحب ( تثقيف اللسان ) وكذلك سماه صاحبه وتجوز قرائته بفتحها وبالوجهين ذكره ( عياض ) في ( فهرسته ) جمع فيه ما اتصل إسناده من حديث ( مالك ) في ( الموطأ ) رواية ( عبد الرحمن بن القاسم المصري ) .
قال ( أبو عمرو الداني ) : وهو خمسمائة حديث وعشرون حديثا وقال غيره : هو على صغر حجمه جيد فيه بابه .
وشرع في شرحه ( شهاب الدين القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى الخويي ) نسبة إلى خوي بلفظ التصغير لخو بلد مشهور من أعمال أذربيجان ( الشافعي الدمشقي ) فشرح منه خمسة عشر حديثا في مجلد واخترمته المنية فمات سنة ثلاث وتسعين وستمائة .
( ولأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي ) حافظ المغرب بل والمشرق الشهير المتوفى : بشاطبة من بلاد الأندلس سنة ثلاث وستين وأربعمائة كتاب ( التقصي ) جمع فيه ما في ( الموطأ ) من الأحاديث المرفوعة موصولة كانت أو منقطعة مرتبة على شيوخ ( مالك ) .
وله أيضا كتاب في وصل ما فيها من المرسل والمنقطع والمعضل قال : وجميع مافيها من قوله بلغني ومن قوله عن الثقة عنده مما لم يسنده أحد وستون حديثا كلها مسندة من غير طريق ( مالك ) إلا أربعة لا تعرف ثم ذكرها .
قال الشيخ ( صالح الفلاني ) : وقد رأيت ( لابن الصلاح ) تأليفا وصل هذه الأربعة فيه بأسانيده .
( ولأبي محمد عبد الله بن محمد بن فرحون اليعمري ) التونسي الأصل المدني المولد والمنشأ المالكي المتوفى : سنة تسع وستين وسبعمائة ( الدر المخلص من التقصي والملخص ) جمع فيه أحاديث الكتابين المذكورين وشرحه بشرح عظيم الفائدة في أربع مجلدات سماه : ( كشف الغطا في شرح ( ص 17 ) مختصر الموطأ ) .
( ولأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الغافقي الجوهري المصري المالكي ) المتوفى : سنة خمس وثمانين وثلاثمائة كتاب ( مسند الموطأ ) وكتاب ( مسند ما ليس بالموطأ ) ذكره في ( الديباج ) .
ومسند إمام الأئمة أيضا ركن الإسلام ( أبي حنيفة النعمان بن ثابت الفارسي الكوفي ) فقيه العراق المتوفى : ببغداد سنة خمسين أو إحدى وخمسين ومائة وله خمسة عشر مسندا وأوصلها الإمام ( أبو الصبر أيوب الخلوتي ) في ثبته إلى سبعة عشر مسندا كلها تنسب إليه لكونها من حديثه وإن لم تكن من تأليفه .
وقد جمع بين خمسة عشر منها : .
( أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد بن الحسن الخطيب الخوارزمي ) نسبة إلى خوارزم بضم الخاء وكسر الراء ناحية معلومة المتوفى : سنه خمس وخمسين وستمائة في كتاب سماه : ( جامع المسانيد ) رتبه على ترتيب أبواب الفقه بحذف المعاد وترك تكرير الإسناد .
واعتبر بعضهم منها : .
ما خرجه ( أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الكلاباذي الحارثي السبذموني ) نسبة إلى سبذمون قرية من قرى بخارى على نصف فرسخ المعروف : بعبد الله الأستاذ المتوفى : سنة أربعين وثلاثمائة .
والذي اعتبره الحافظ ( ابن حجر ) في كتابه ( تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأربعة ) هو ما خرجه الإمام الزكي الحافظ ( أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو ) بضم الخاء وسكون المهملة البلخي المتوفى : سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة .
ومسند عالم قريش ومجدد الدين على رأس المائتين أحد أقطاب الدنيا وأوتادها ( أبي عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع الشافعي القرشي المطلبي المكي ) نزيل مصر المتوفى بها : سنة أربع ومائتين وليس هو من تصنيفه أيضا وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها مرفوعها موقوفها .
ووقعت في مسموع ( أبي العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأصم الأموي ) مولاهم ( المعقلي النيسابوري ) عن ( الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي ) مولاهم ( المؤذن المصري ) صاحب ( الشافعي ) وراوية كتبه من كتابي ( الأم ) و ( المبسوط ) ( للشافعي ) إلا أربعة أحاديث رواها ( ص 19 ) ( الربيع ) عن ( البويطي ) عن ( الشافعي ) التقطها بعض النيسابوريين وهو ( أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر المطري العدل النيسابوري الحافظ ) من شيوخ ( الحاكم ) من الأبواب ( لأبي العباس الأصم ) المذكور لحصول الرواية له بها عن ( الربيع ) وقيل : جمعها ( الأصم ) لنفسه فسمى ذلك ( مسند الشافعي ) ولم يرتبه فلذا وقع التكرار فيه في غير ما موضع انظر ( فهرست الأمير ) و ( شرح الإحياء ) في كتاب ( آداب الأخوة والصحبة ) ووفاة ( الربيع ) هذا سنة سبعين ومائتين ( وأبي العباس الأصم ) سنة ست وأربعين وثلاثمائة ( وأبي عمرو المطري ) سنة ستين وثلاثمائة .
ومسند الإمام الأوحد محي السنة ( أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي ) ثم البغدادي المتوفى : سنة إحدى وأربعين ومائتين وكان يحفظ ألف ألف حديث ومسنده هذا يشتمل على ثمانية عشر مسندا : .
أولها : مسند العشرة وما معه وفيه من زيادات ولده ( عبد الله ) ويسير من زيادات ( أبي بكر القطيعي ) الراوي عن ( عبد الله ) وقد اشتهر عند كثير من الناس أنه أربعون ألف حديث .
قال ( أبو موسى المديني ) : لم أزل أسمع ذلك من الناس حتى قرأته على ( أبي منصور بن رزيق ) . اه .
وكذا صرح بذلك الحافظ ( شمس الدين محمد بن علي الحسيني ) في ( التذكرة ) فقال : عدة أحاديثه أربعون ألفا بالمكرر .
وقال ( ابن المنادي ) : أنه ثلاثون ألفا والاعتماد على قوله دون غيره وقد انتقاه من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألف حديث ولم يدخل فيه إلا ما يحتج به عنده وتفضيل ( ابن الصلاح ) كتب السنن عليه منتقد وبالغ بعضهم فأطلق عليه اسم ( الصحة ) والحق أن فيه أحاديث كثيرة ضعيفة وبعضها أشد في الضعف من بعض حتى أن ( ابن الجوزي ) أدخل كثيرا منها في موضوعاته ولكن تعقبه في بعضها الحافظ ( أبو الفضل العراقي ) وفي سائرها الحافظ ( ابن حجر ) في ( القول المسدد في الذب عن مسند أحمد ) و ( السيوطي ) في ذيله المسمى : ( بالذيل الممهد على القول المسدد ) وحقق الأول منهما نفي الوضع عن جميع أحاديثه وأنه أحسن انتقاء وتحريرا من الكتب التي لم تلتزم الصحة في جمعها قال : وليست الأحاديث الزائدة فيه على ما في الصحيحين بأكثر ضعفا من الأحاديث الزائدة في ( سنن أبي داود ) و ( الترمذي ) عليهما .
وقال غيره : ما ضعف من ( ص 21 ) أحاديثه أحسن حالا مما يصححه كثير من المتأخرين وقد رتبه على الأبواب بعض الحفاظ الأصبهانيين وكذا الحافظ ( ناصر الدين ابن رزيق ) وكذا بعض من تأخر عنه ورتبه على حروف المعجم في أسماء المقلين الحافظ ( أبو بكر بن المحب ) .
ولولده ( أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل البغدادي ) الحافظ المتوفى : سنة تسعين ومائتين كتاب في زوائد مسنده هذا وهو نحو من ربعه في الحجم قيل : أنه مشتمل على عشر آلاف حديث وله أيضا زوائد كتاب ( الزهد ) لأبيه وللإمام الحافظ ( أبي بكر محمد بن الحافظ أبي محمد بن عبد الله المقدسي الحنبلي ) ترتيب مسند ( أحمد ) هذا كله على حروف المعجم فهذه هي كتب الأئمة الأربعة وبإضافتها إلى الستة الأولى تكمل الكتب العشرة التي هي أصول الإسلام وعليها مدار الدين .
ومنها :