وكان أكثر اشتغال العلماء في الأعصار الماضية به حتى لقد كان يجتمع في المجلس الواحد من مجالس الحديث الآلاف الكثيرة من الطالبين له فتناقص ذلك في هذه الأزمان وضعفت الهمم فلم يبق إلا آثار قليلة من آثارهم بل ذهب في هذا الوقت أثره واضمحل ذكره وخبره فالله المستعان على هذه المصيبة وغيرها من المصائب .
وبالجملة فيتأكد أو يتعين على من فيه أهلية الاعتناء به والتحريض عليه لما ذكرناه ولأن ذلك أيضا من النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين كما صح عن رسول الله - A .
وقد قال بعضهم : من جمع أدوات الحديث استنار قلبه واستخرج كنوزه الخفيه وذلك لكثرة فوائده الظاهرة والكامنة وهو جدير بذلك فإنه كلام أفصح الخلق ومن أعطي جوامع الكلم لا ينطق عن الهوى - A - وحقيق لمن اشتغل به وانحاش إليه وقصر أغراضه من العلوم كلها عليه وتخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه أن يعد من أفراد هذه الأمة المحمدية وخواص أهل الله تعالى وأهل رسوله - A