أول من ألف في ذلك كما تقدم الحافظ ( أبو محمد الرامهرمزي ) إلا أنه لم يستوعب ثم الحافظ ( أبو عبد الله الحاكم ) وذكر خمسين نوعا من أنواع الحديث ولكنه لم يستوعب أيضا كما أنه لم يهذب .
ثم الحافظ ( أبو عمرو عثمان بن الصلاح ) في كتاب ( علوم الحديث ) له فذكر منها خمسة وستين نوعا وهذب وجمع في كتابه ما تفرق في غيره فعكف الناس عليه وعدلوا في الفن إليه فمن ناظم لكتابه ومختصر ومستدرك ومقتصر ومعارض ومنتصر ولكل من ( الزين العراقي ) و ( البدر الزركشي ) والحافظ ( ابن حجر ) عليه نكت .
ونكت ا ( لعراقي ) تسمى : ( بالتقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح ) في مجلد والحافظ ( ابن حجر ) تسمى : ( بالإفصاح على نكت ابن الصلاح ) واختصره جماعة منهم قاضي القضاة بالديار المصرية ( بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي ) المتوفى : بمصر سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ودفن بالقرافة وسماه : ( بالمنهل الروي في الحديث النبوي ) .
وشرحه سبطه ( عز الدين محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن بدر الدين بن جماعة الكناني ) وسماه : ( المنهج السوي في شرح المنهل الروي ) .
ومنهم ( النووي ) في كتاب سماه : ( الإرشاد ) ثم اختصره وسماه : ( تقريب الإرشاد ) وهو المشهور الآن وعليه شروح عديدة ( للزين العراقي ) و ( السخاوي ) و ( السيوطي ) وغيرهم ونظمه وزاد عليه ( الزين العراقي ) في ألفية تسمى : ( نظم الدرر في علم الأثر ) .
ثم شرحها بشرحين مطول ومختصر وممن شرحها أيضا ( السخاوي ) وسماه : ( فتح المغيث في شرح ألفية الحديث ) وهو أفضل شروحها لا ترى كما قال هو فيه له نظيرا في ( الإتقان ) و ( الجمع مع التلخيص والتحقيق ) و ( السيوطي ) وسماه : ( قطر الدرر ) و ( قطب الدين محمد بن محمد الخيضري الدمشقي ) وسماه : ( صعود المراقي ) .
وشيخ الإسلام القاضي ( أبو يحيى زكريا بن محمد الأنصاري المصري الشافعي ) المتوفى : بمصر سنة ثمان وعشرين وتسعمائة وسماه : ( فتح الباقي بشرح ألفية العراقي ) و ( للشيخ علي بن أحمد بن مكرم الصعيدي العدوي المالكي ) المتوفى : بمصر سنة تسع وثمانين ومائة وألف حاشية عليه في مجلد و ( للسيوطي ) في ذلك أيضا ألفية حاذى بها ألفية ( العراقي ) وزاد عليها نكتا غزيرة وفوائد جمة .
ومن كتب هذا الفن أيضا : ( نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر ) للحافظ ( ابن حجر ) ثم شرحها وسماه : ( نزهة النظر ) وعليه حاشية ( للشيخ أبي الإمداد إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني ( ص 217 ) المالكي ) سماها : ( قضاء الوطر من نزهة النظر ) وحاشية أخرى ( للشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي ) وعليها أيضا شروح عديدة منها : .
لولده ( كمال الدين محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني ) وسماه : ( نتيجة النظر في شرح نخبة الفكر ) ولمعاصره ( كمال الدين أبي عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله بن خليفة التميمي الجاري المالكي ) المغربي الأصل الشمني بضم الشين المعجمة تشديد النون نسبة لمزرعة بباب قسطنطينية يقال لها : شمنه الإسكندري نزيل القاهرة المتوفى : سنة إحدى وعشرين وثمانمائة .
وقد ترجمه ( ابن حجر ) في معجمه وقال : نظم ( نخبة الفكر ) التي لخصتها في علوم الحديث وشرح ( نخبة الفكر ) أيضا رأيته بخطه اه و ( للشيخ علي القاري الحنفي ) شرح الشرح للمؤلف سماه : ( مصطلحات أهل الأثر على شرح نخبة الفكر ) و ( للشيخ عبد الرؤوف المناوي ) أيضا وسماه : ( اليواقيت والدرر في شرح شرح نخبة الفكر ) .
وكذا شرحها أيضا ( الشيخ أبو الحسن محمد صادق بن عبد الهادي السندي المدني الحنفي ) نزيل المدينة المنورة المتوفى بها سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف وغيرهم ونظمها أيضا أعني : ( النخبة ) جماعة منهم ( كمال الدين الشمني ) كما تقدم قريبا .
ثم شرح هذا النظم ولده ( تقي الدين أبو العباس أحمد بن محمد الشمني ) القسطنطيني الأصل الإسكندري المولد القاهري المنشأ المالكي ثم الحنفي وهو شارح ( المغني ) ( لابن هشام ) و ( محشي الشفا ) المتوفى : سنة اثنين وسبعين وثمانمائة وسماه : ( العالي الرتبة في شرح نظم النخبة ) .
ومنهم ( أبو حامد سيدي العربي بن أبي المحاسن سيدي يوسف بن محمد ) الفاسي دارا ولقبا القصري أصلا الفهري نسبا المتوفى : سنة اثنين وخمسين وألف وسماه : ( عقد الدرر في نظم نخبة الفكر ) وله عليها شرح وله أيضا منظومة مختصرة في ألقاب الحديث سماها في آخرها بالطرفة وعليها شرح ( لأبي عبد الله سيدي محمد فتحا بن شيخ الإسلام أبي محمد عبد القادر بن علي بن أبي المحاسن سيدي يوسف الفاسي ) المتوفى : سنة ست عشرة ومائة وألف وهو مشهور متداول ووضعت عليه في هذا لعصر حواشي عديدة استمد بعضهم فيها مما كتبناه عليه من الطرر في حواشيه .
و ( للسيد الشريف أبي الحسن علي بن محمد بن علي الحسين الجرجاني الحنفي ) المتوفى : بشيراز سنة ست عشرة وثمانمائة وأرخه ( العيني ) سنة أربع عشر والأول أصح مختصر جامع لمعرفة علوم الحديث رتبه على مقدمة ومقاصد وأكثره مأخوذ من ( خلاصة حسن الطيبي في أصول الحديث ) وقد شرحه العلامة المتأخر ( أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي ) المتوفى : سنة أربع وثلاثمائة وألف وسماه : ( ظفر الأماني في مختصر الجرجاني ) .
و ( لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن فرح - بالفاء والحاء المهملة - بن أحمد بن محمد اللخمي الأشبيلي الشافعي ) نزيل دمشق المتوفى : سنة تسع وتسعين وستمائة منظومة في ألقاب الحديث تعرف ( بالقصيدة الغرامية ) لقوله في أولها : غرامي صحيح الخ .
وعليها عدة شروح للحافظ ( قاسم بن قطلوبغا الحنفي ) و ( لبدر الدين محمد بن أبي بكر بن جماعة ) سماه : ( زوال الترح بشرح منظومة ابن فرح ) وفي ( بغية الرواة ) أن له عليها شروحا ثلاثة .
و ( لأبي العباس أحمد بن حسين بن علي بن الخطيب بن قنفذ ( ص 218 ) القسمطيني ) المتوفى : سنة عشر وثمانمائة و ( لشمس الدين أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد الدلجي العثماني الشافعي ) المتوفى : سنة خمسين أو سبع وأربعين وتسعمائة و ( لمحمد بن إبراهيم بن خليل التتائي ) المالكي المتوفى : سنة سبع وثلاثين وتسعمائة ولغيرهم .
و ( لعمر بن محمد بن فتوح البيقوني الدمشقي الشافعي ) منظومة تعرف ( بالبيقونية ) في علم المصطلح أيضا وضع الناس عليها أيضا شروحا عديدة منها : ( للشيخ محمد بن صعدان ) الشهير : ( بجاد المولى ) الشافعي الحاجري المتوفى : سنة تسع وعشرين ومائتين وألف و ( للحموي ) و ( لابن الميت البديري الدمياطي ) و ( لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني ) ولغيرهم .
وكتب المصطلح كثيرة جدا كما أن أنواع علوم الحديث كذلك وقد أطنب فيها الأئمة حتى أن الضعيف وهو نوع منها بلغ به ( أبو حاتم بن حبان ) في تقسيمه خمسين قسما إلا واحدا وذكر ( ابن الملقن ) أن أنواعه تزيد على المائتين فما ظنك في غيره والله أعلم . ( ص 218 )