ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم إلى أن رأى بعض الأئمة منهم أن يفرد حديث النبي - A - خاصة وذلك على رأس المائتين .
فصنف ( عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي ) مسندا وصنف ( مسدد بن مسرهد البصري ) مسندا وصنف ( أسد بن موسى الأموي ) مسندا وصنف ( نعيم بن حماد الخزاعي ) نزيل مصر مسندا ثم اقتفى الأئمة بعد ذلك أثرهم فقل إمام من الحفاظ إلا وصنف حديثه على المسانيد ( كالإمام أحمد بن حنبل ) ( وإسحاق بن راهويه ) ( وعثمان بن أبي شيبة ) وغيرهم من النبلاء .
ومنهم من صنف على الأبواب والمسانيد معا ( كأبي بكر بن أبي شيبة ) اه .
وعبارته في ( إرشاد الساري ) قال : .
منهم من رتب على المسانيد ( كالإمام أحمد بن حنبل ) ( واسحاق بن راهويه ) ( وأبي بكر ابن أبي شيبة ) ( وأحمد بن منيع ) ( وأبي خيثمة ) ( والحسن بن سفيان ) ( وأبي بكر البزار ) وغيرهم .
ومنهم من رتب على العلل : بأن يجمع في كل متن طرقه واختلاف الرواة فيه بحيث يتضح إرسال ما يكون متصلا أو وقف ما يكون مرفوعا أو غير ذلك .
ومنهم من رتب على الأبواب الفقهية وغيرها ونوعه أنواعا وجمع ما ورد في كل نوع وفي كل حكم إثباتا ونفيا في باب فباب بحيث يتميز ما يدخل في الصوم مثلا عما يتعلق بالصلاة .
وأهل هذه الطريقة منهم من تقيد بالصحيح ( كالشيخين ) وغيرهما ومنهم من لم يتقيد بذلك كباقي الكتب الستة وكان أول من صنف في الصحيح ( محمد بن إسماعيل البخاري ) .
ومنهم المقتصر على ( ص 7 ) الأحاديث المتضمنة للترغيب والترهيب ومنهم من حذف الإسناد واقتصر على المتن فقط ( كالبغوي ) في ( مصابيحه ) ( واللؤلؤي ) في ( مشكاته ) اه .
وقال ( شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ) في شرحه ( لألفية المصطلح ) ( للعراقي ) : .
أول من صنف مطلقا ( ابن جريج ) بمكة ( ومالك ) ( وابن أبي ذئب ) بالمدينة