وفي المتشابه المركب من النوعين وهو المتفق لفظا وخطا من اسمين أو نحوهما مع اختلاف اسم أبيهما لفظا لا خطا أو العكس . ( ص 116 ) .
فمن الأول : كتاب ( المتفق والمفترق ) ( للخطيب البغدادي ) وهو كتاب نفيس في مجلد كبير وشرع الحافظ ( ابن حجر ) في تلخيصه مع استدراك ما فاته فكتب منه شيئا يسيرا ولم يكمله وكتاب ( المتفق والمفترق ) أيضا ( لأبي عبد الله محمد بن النجار البغدادي ) الحافظ و ( لأبي بكر الجوزقي ) وهو مشهور وله آخر أبسط منه في نحو من ثلاثمائة جزءا .
ومما هو مؤلف فيه كتاب ما اتفق لفظ وافترق معناه من أسماء البلدان والأماكن المشتبهة في الخط ( لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي ) و ( لأبي موسى المديني ) أيضا اختصره من كتاب ألفه ( أبو الفتح نصر بن عبد الرحمن الإسكندري النحوي ) .
ومن الثاني : كتاب ( المختلف والمؤتلف ) ( للدار قطني ) وهو كتاب حافل و ( لأبي محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن خلف اللخمي المري ) نسبة إلى المرية بفتح فكسر وياء مشددة مدينة كبيرة من كور البيرة من أعمال الأندلس الأندلسي المعروف : ( بالرشاطي ) بضم الراء لأن أحد أجداده كانت له في جسمه شامة كبيرة وكانت له خادمة أعجمية تحضنه في صغره فإذا لاعبته قالت له رشاطة وكثر ذلك منها فقيل له : ( الرشاطي ) المتوفى شهيدا : بالمرية عند تغلب النصارى عليها سنة اثنين وأربعين وخمسمائة كتاب ( الأعلام بما في المؤتلف والمختلف ) ( للدار قطني ) من ( الأوهام ) وكتاب ( المؤتلف والمختلف ) ( لأبي سعد الماليني ) .
ومما هو مؤلف فيه كتاب ( المختلف والمؤتلف ) ( لعلاء الدين علي بن عثمان المارديني ) المعروف ( بابن التركماني ) و ( لأبي محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد الأزدي المصري ) الحافظ المشهور النسابة المتفنن المتوفى : سنة تسع وأربعمائة وله فيه كتابان أحدهما في مشتبه الأسماء والآخر في مشتبه الأنساب ثم جاء ( الخطيب ) فجمع بين كتابي ( الدارقطني ) و ( عبد الغني ) وزاد عليهما وجعله كتابا مستقلا سماه : ( المؤتلف تكملة المختلف ) .
ثم جاء الأمير ( أبو نصر علي بن الوزير أبي القاسم هبة الله بن علي بن جعفر البغدادي العجلي ) الحافظ المعروف ( بابن ماكولا ) وهو اسم أعجمي قال ( ابن خلكان ) : لا أعرف معناه المتوفى : قتيلا قتله مماليكه الأتراك بكرمان وأخذوا ماله سنة خمس وسبعين وأربعمائة وقيل : سنة ست وثمانين أو سبع وثمانين أو تسع وثمانين فزاد على هذه التكملة وضم إليها الأسماء التي وقعت له وجعله أيضا كتابا مستقلا وسماه : ( الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب ) وهو في مجلدين في غاية الإفادة وعليه اعتماد المحدثين وما يحتاج ( ص 118 ) الأمير ( أبو نصر ) معه إلى فضيلة أخرى .
ثم جاء ( معين الدين أبو بكر محمد بن عبد الغني ابن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي ) الحافظ المعروف : ( بابن نقطة ) المتوفى : ببغداد سنة تسع وعشرين وستمائة فذيله بما فاته أو تجدد بعده وهو ذيل مفيد في قدر ثلثي الأصل قال ( الذهبي ) : وهو منبئ بإمامته وحفظه وجمع كتابا آخر سماه : ( التقييد لمعرفة رجال السنن والمسانيد ) .
ثم ذيل على ( ابن نقطة ) كل من ( الجمال أبي حامد محمد بن علي بن محمد بن أحمد ) المعروف : ( بابن الصابوني ) الدمشقي الحافظ المتوفى : سنة ثمانين وستمائة و ( وجيه الدين أبي المظهر منصور بن سليم ) بالفتح ( بن منصور بن فتوح الهمداني الإسكندري الشافعي ) محتسب الإسكندرية الحافظ المتوفى : سنة ثلاث أو أربع وسبعين وستمائة وثانيهما أكبرهما وتواردا في بعض ما ذكراه .
وكذا ذيل عليه أيضا ( علاء الدين مغلطاي بن قليج ) وهو السيف بلغة الترك ( بن عبد الله الحنفي التركي المصري ) الحافظ صاحب التصانيف التي زادت على المائة المتوفى : سنة اثنين وستين وسبعمائة جامعا بين الذيلين المذكورين مع زيادات من أسماء الشعراء وأنساب العرب وغير ذلك ولكن فيه أوهام وتكرير .
وممن ذيل على ( ابن ماكولا ) أيضا ( أبو عبد الله محمد بن محمود البخاري البغدادي ) الحافظ و ( علي عبد الغني بن سعيد أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري ) و ( لأبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي القرطبي ) الأندلسي المعروف : ( بابن الفرضي ) نسبة إلى علم الفرائض الحافظ صاحب ( تاريخ علماء الأندلس ) الذي ذيل عليه ( ابن بشكوال ) بكتابه الذي سماه : ( الصلة ) المتوفى شهيدا : يوم فتح قرطبة قتله البربر في داره سنة ثلاث وأربعمائة كتاب حسن في ( المؤتلف والمختلف ) وفي ( مشتبه النسبة ) .
و ( لأبي علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني ) المعروف : ( بالجياني ) نسبة إلى جيان مدينة كبيرة بالأندلس الأندلسي الحافظ المتوفى : سنة ثمان وتسعين وأربعمائة كتاب ما أتلف خطه واختلف لفظه من أسماء رجال الصحيحين ويسمى بكتاب ( تقييد المهمل وتمييز المشكل ) ضبط فيه كل لفظ يقع فيه اللبس من رجال الصحيحين وما قصر فيه في جزئين و ( لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي ) كتاب ( الفيصل في مشتبه النسبة ) و ( للذهبي ) مختصر جدا جامع في مشتبه الأسماء والنسبة لخصه من ( عبد الغني ) و ( ابن ماكولا ) و ( ابن نقطه ) و ( أبي الوليد بن الفرضي ) ولكنه أجحف في الاختصار واكتفى بضبط القلم فصار بذلك كتابه مباينا لموضوعه لعدم الأمن من التصحيف فيه وفاته من أصوله أشياء واختصره الحافظ ( ابن حجر ) فضبطه ( ص 119 ) بالحروف على الطريقة المرضية وزاد ما يتعجب من كثرته مع شدة تحريره واختصاره فإنه في مجلد وهو المسمى : ( تبصير المنتبه في تحرير المشتبه ) .
ولعصريه حافظ الشام ( شمس الدين محمد بن ناصر الدين أبي بكر بن عبد الله بن محمد الدمشقي ) محدث البلاد الدمشقية وصاحب التصانيف الحسنة البهية المتوفى : سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة مصنف حافل مبسوط في توضيح المشتبه أيضا وجرد منه الأعلام بما وقع في مشتبه ( الذهبي ) من الأوهام ومن تآليفه ( مورد الصادي بمولد الهادي ) و ( لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري ) كتاب ( تصحيفات المحدثين ) شرح فيه الأسماء والألفاظ المشكلة التي تتشابه في صورة الخط فيقع فيها التصحيف في مجلد .
ومن الثالث : تلخيص ( المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم ) ( للخطيب البغدادي ) في مجلد ثم ذيل عليه بما يتفق من أسماء الرواة وأنسابهم غير أن في بعضه زيادة حرف وسماه : ( تالي التلخيص ) في أجزاء وهو كتاب جليل القدر كثير الفائدة بل قال ( ابن الصلاح ) : أنه من أحسن كتبه .
وقد اختصره ( علاء الدين قاضي القضاة علي بن فخر الدين عثمان بن مصطفى بن سليمان ) المعروف : ( بابن التركماني ) المارديني الحنفي وأختصره أيضا ( السيوطي ) وسماه : ( تحفة النابه بتلخيص المتشابه ) . ( ص 121 )