علم ضروب الأمثال .
قال الميداني : إن عقود الأمثال يحكم بأنها عديمة أشباه وأمثال تتحلى بفرائدها صدور المحافل والمحاضر وتتسلى بفوائدها قلوب البادي والحاضر وتقيد أوابدها في بطون الدفاتر والصحائف وتطير نواهضها في رؤوس الشواهق وظهور التنايف .
ويجوج الخطيب والشاعر إلى إدماجها وإدراجها لاشتمالها على : أساليب الحسن والجمال .
وكفاها جلالة قدر : أن كتاب الله - سبحانه وتعالى - لم يعر من وشاحها وأن كلام نبيه - صلى الله تعالى عليه وسلم - لم يخل في إيراده وإصداره من مثل يحوز قصب السبق في حلبة الإيجاز .
وأمثال هذه الأمثال في التنزيل كثيرة .
وأما الكلام النبوي من هذا الفن فقد صنف : .
العسكري .
فيه كتابا برأسه من أوله إلى آخره .
ومن المعلوم : أن الأدب سلم إلى معرفة العلوم به يتصل إلى الوقوف عليها ومنه يتوقع الوصول إليها غير أن له مسالك ومدارج ولتحصيله مراق ومعارج وأن أعلى تلك المراقي وأقصاها وأوعر تلك المسالك وأعصاها هذه الأمثال الواردة : من كل مرتضع در الفصاحة يافعا ووليدا فنطق بما يسر المعبر عنها حبوا في ارتقاء معارج البلاغة .
ولهذا السبب خفي أثرها وظهر أقلها ومن حام حول حماها علم أن دون الوصول إليها خرط القتاد .
وأن لا وقوف عليها إلا للكامل العتاد كالسلف الماضين الذين نظموا من شملها ما تشتت وجمعوا من أمرها ما تفرق فلم يبقوا في قوس الإحسان منزعا . ( 2 / 1087 )