علم الزايرجة .
هو : من القوانين الصناعية لاستخراج الغيوب المنسوبة إلى العالم المعروف بأبي العباس : أحمد السبتي .
وهو من أعلام المتصوفة بالمغرب .
كان في آخر المائة السادسة بمراكش .
وبعهد : يعقوب بن منصور من ملوك الموحدين .
وهي : كثيرة الخواص يولعون باستفادة الغيب منها بعلمها وصورتها التي يقع العمل عندهم .
( فيها ) : دائرة عظيمة في داخلها : دوائر متوازية للأفلاك والعناصر وللمكونات وللروحانيات . . . إلى غير ذلك من أصناف الكائنات والعلوم .
وكل دائرة منها : مقسومة بانقسام فلكها إلى : البروج والعناصر وغيرهما .
وخطوط كل منها : مارة إلى المركز ويسمونها : ( الأوتار ) .
وعلى كل وتر : حروف متتابعة موضوعة .
فمنها : برسوم الزمام التي هي من أشكل الأعداد عند أهل الدواوين والحساب بالمغرب .
ومنها : برسوم قلم الغبار المتعارفة .
وفي داخل الزايرجة وبين الدوائر : أسماء العلوم ومواضع الأكوان .
وعلى ظهور الدوائر : جدول مستكثر للبيوت المتقاطعة طولا وعرضا .
يشتمل على : خمسة وخمسين بيتا في : العرض .
ومائة وإحدى وثلاثين في : الطول .
جوانب منه معمورة البيوت تارة : بالعدد وأخرى : بالحروف .
وجوانب أخر منه : خالية البيوت ولا تعلم نسبة تلك الأعداد في أوضاعها ولا القسمة التي عينت البيوت .
وجانبي الزايرجة : أبيات من عروض بحر الطويل على روي اللام المنصوبة .
تتضمن : بصورة العمل في استخراج المطلوب منها إلا أنها من قبيل اللغو في عدم الوضوح .
وفي بعض جوانب الزايرجة : بيت من الشعر منسوب إلى بعض أكابر أهل الحذاقة بالمغرب .
وهو : مالك بن وابيت ( وهب ) ( وهيب ) الذي كان من علماء إشبيلية في الدولة اللمتونية .
والبيت هذا : ( 2 / 949 ) .
سؤال عظيم الخلق حزت فصن إذا ... غرائب شك ضبطه الجد مثلا .
وفيه : استخراج الجواب لما سئل عنه من المسائل على قانونه وذلك إنما وقع من مطابقة الجواب للسؤال لأن الغيب لا يدرك بأمر صناعي البتة وإنما المطابقة فيها بين الجواب و السؤال من حيث الإفهام ووقوع ذلك بهذه الصناعة في تكسير الحروف المجتمعة من السؤال والأوتار غير مستنكر .
وقد وقع اطلاع بعض الأذكياء على التناسب فيحصل به معرفة المجهول : .
منها : بالتناسب بين الأشياء وهو سر الحضور على المجهول من المعلوم الحاصل للنفس طريق حصوله سيما الرياضة فإنها تفيد العقل زيادة .
ولذلك ينسبون الزايرجة : إلى أهل الرياضة في الغالب .
وزايرجة : منسوبة إلى : سهل بن عبد الله أيضا .
وهي : من الأعمال الغريبة من : ( تاريخ ابن خلدون ) .
قال : وهي غريبة العمل وصنعته عجيبة .
وكثير من الخواص يعملون بها بإفادة الغيب وحلها صعب على الجاهل بها