علم رجال الأحاديث .
قال فيه سبط أبي شامة العلامة في وصف علم التاريخ وذم من عابه وشانه : وقد ألفت العلماء في ذلك تصانيف كثيرة .
لكن قد اقتصر كثير منهم على ذكر الحوادث من غير تعرض لذكر الوفيات ك ( تاريخ ابن جرير ) و ( مروج الذهب ) و ( الكامل ) .
وإن ذكر اسم من توفي في تلك السنة فهو عار عما له من المناقب والمحاسن .
ومنهم من كتب في الوفيات مجردا عن الحوادث ك ( تاريخ نيسابور ) للحاكم و ( تاريخ بغداد ) لأبي بكر الخطيب و ( الذيل ) عليه للسمعاني .
وهذا وإن كان أهم النوعين فالفائدة إنما تتم بالجمع بين الفنين .
وقد جمع بينهما جماعة من الحفاظ منهم : أبو الفرج ابن الجوزي في ( المنتظم ) وأبو شامة في ( الروضتين ) والذيل عليه .
ووصل إلى سنة وفاته 665 خمس وستين وستمائة .
وقد ذيل عليه الحافظ : علم الدين البرزالي .
وممن جمع بين النوعين أيضا الحافظ : شمس الدين الذهبي .
لكن الغالب في العبر الوفيات .
وممن جمع بينهما : الشيخ عماد الدين بن كثير في ( البداية والنهاية ) وأجود ما فيه السير النبوية .
وقد أخل بذكر خلائق من العلماء وقد يكون من أخل بذكره أولى ممن ذكره مع الإسهاب الممل وفيه أوهام قبيحة لا يسامح .
وقد صار الاعتماد في مصر والشام في نقل التواريخ في هذا الزمان على هؤلاء الحفاظ الثلاثة : البرزالي والذهبي وابن كثير .
أما تاريخ البرزالي : فانتهى إلى آخر سنة 738 ثمان وثلاثين وسبعمائة ومات في السنة الآتية .
وأما الذهبي : فانتهى تاريخه إلى آخر سنة 741 ، ( 740 ) .
وقد أخبر قبل موته بمدة سنة : 741 إحدى وأربعين وسبعمائة .
وإما ابن كثير فالمشهور أن تاريخه انتهى إلى آخر سنة 738 ، ثمان وثلاثين وسبعمائة .
وهو آخر ما لخصه من تاريخ البرزالي .
وكتب حوادث إلى قبيل وفاته بسنتين .
ولما لم يكن من سنة 741 إحدى وأربعين وسبعمائة ما يجمع الأمرين على الوجه الأتم شرع شيخنا الحافظ مفتي الشام شهاب الدين : أحمد بن يحيى السعدي في كتابه ذيل من أول سنة 741 ، إحدى وأربعين وسبعمائة على وجه الاستيعاب للحوادث والوفيات . ( 1 / 835 ) .
فذكر كل شهر وما فيه من الحوادث والوفيات .
فكتب منه سبع سنين ثم شرع من أول سنة 769 ، تسع وستين وسبعمائة فانتهى إلى أثناء ذي القعدة سنة 815 ، خمس عشرة وثمانمائة وذلك قبل ضعفه ضعفة الموت .
غير أنه سقط منه سنة 75 ، خمس وسبعين فعدمت .
وكان قد أوصاني أن أكمل الخرم من أول سنة 48 ثمان وأربعين إلى آخر سنة ثمان وستين .
فاستخرت الله تعالى في تكميل ما أشار به ثم التذييل عليه من حين وفاته .
ثم رأيت في سنة 781 ، إحدى وثمانين وسبعمائة فما بعدها إلى آخر سنة 47 سبع وأربعين فوائد جمة من حوادث ووفيات قد أهملها شيخنا ويحتاج الكتاب إليها .
فألحقت كثيرا منها في الحواشي وشرعت من أول سنة 741 إحدى وأربعين وسبعمائة جامعا بين كلامه .
وتلك الفوائد على الجميع في الحقيقة له