أنوطيقا .
معناه : الشعر .
نقله : متى من السرياني إلى العربي وقد ذكرنا هذه الألفاظ في مواضعها مع زيادة وتفصيل .
وأما الطبيعيات والإلهيات ففيها : كتاب ( السماع الطبيعي ) بتفسيره الإسكندر وهو : ثمان مقالات ووجد تفسيره مقالة الجماعة .
وكتاب ( السماء والعالم ) وهو أربع مقالات نقله متى وشرح الأفروديسي .
وكتاب ( الكون والفساد ) نقله حنين إلى السرياني وإسحاق إلى العربي .
وكتاب ( الأخلاق ) فسره فرفوريوس .
أسماء النقلة : اصطفن القديم نقل لخالد بن يزيد كتب الصنعة وغيرها .
و ( البطريق ) كان في أيام المنصور ونقل أشياء بأمره وابنه يحيى الحجاج بن مطر وهو الذي نقل المجسطي وإقليدس للمأمون وابن ناعمة عبد المسيح الحمصي وسلام الأبرش من النقلة القدماء في أيام البرامكة وحسين بن بهريق فسر للمأمون عدة كتب .
وهلال بن أبي هلال الحمصي وأبو آوى وأبو نوح بن الصلت وابن رابطة وعيسى بن نوح وقسطا بن لوقا البعلبكي جيد النقل وحنين وإسحاق وثابت وإبراهيم بن الصلت ويحيى بن عدي وابن المقفع نقل من الفارسية إلى العربية وكذا موسى ويوسف ابنا خالد والحسن بن سهل والبلادري ومنكه الهندي نقل من الهندية إلى العربية وابن وحشية نقل من النبطية إلى العربية .
وذكر الشهرستاني في ( الملل والنحل ) : أن فلاسفة الإسلام الذين فسروا ونقلوا كتبه من اليونانية إلى العربية وأكثرهم على رأي أرسطو منهم : حنين وأبو الفرج وأبو سليمان السجزي ويحيى النحوي ويعقوب ابن إسحاق الكندي وأبو سليمان : محمد بن بكير المقدسي وثابت بن قرة الحراني وأبو تمام : يوسف بن محمد النيسابوري وأبو زيد : أحمد بن سهل البلخي وأبو الحارث : حسن بن سهل القمي وأبو حامد : أحمد بن محمد الأسفزاري وأبو زكريا : يحيى الصيمري وأبو نصر الفارابي وطلحة النسفي وأبو الحسن العامري وابن سينا .
وفي حاشية ( المطالع ) لمولانا : لطفي : أن المأمون جمع مترجمي مملكته كحنين بن إسحاق وثابت بن قرة وترجموها بتراجم متخالفة مخلوطة غير ملخصة ومحررة لا توافق ترجمة أحدهم إلى للآخر فبقيت تلك التراجم هكذا غير محررة بل أشرف أن عفت رسومها إلى زمن الحكيم الفارابي .
ثم إنه التمس منه ملك زمانه منصور أبو نوح الساماني أن يجمع تلك التراجم وجعل من بينها ترجمة ملخصة محررة مهذبة مطابقة لما عليه الحكمة فأجاب الفارابي وفعل كما أراد وسمي كتابه : ( بالتعليم الثاني ) فلذلك لقب بالمعلم الثاني وكان هذا في خزانة المنصور إلى زمان السلطان : مسعود من أحفاد منصور كما هو مسودا بخط الفارابي غير مخرج إلى البياض إذ الفارابي غير ملتفت إلى جمع تصانيفه وكان الغالب عليه السياحة على زي القلندرية .
وكانت تلك الخزانة بأصفهان وتسمى صوان الحكمة وكان الشيخ أبو علي ابن سينا وزير المسعود .
تقرب إليه بسبب الطب حتى استوزره وسلم إليه خزانة الكتب فأخذ الشيخ الحكمة من هذه الكتب ووجد فيما بينها التعليم الثاني .
ولخص منه كتاب ( الشفاء ) ثم إن الخزانة أصابها آفة فاحترقت تلك الكتب فاتهم أبو علي بأنه أخذ من تلك الخزانة الحكمة ومصنفاته ثم أحرقها لئلا ينتشر بين الناس ولا يطلع عليه أحد فإنه بهتان وإفك لأن الشيخ مقر لأخذه الحكمة من تلك الخزانة كما صرح في بعض رسائله .
وأيضا يفهم في كثير من مواضع الشفاء أنه تلخيص التعليم الثاني . انتهى إلى هنا خلاصة ما ذكروه في أحوال العلوم العقلية وكتبها ونقلها إلى العربية والتفصيل في تاريخ الحكماء .
ثم إن الإسلاميين لما رأوا في العلوم الحكمية ما يخالف الشرع الشريف وضعوا فنا للعقائد واشتهر بعلم الكلام .
لكن المتأخرين من المحققين أخذوا من الفلسفة ما لا يخالف الشرع وخلطوا به الكلام لشدة الاحتياج إليه كما قال العلامة : سعد الدين في شرح المقاصد فصار كلامهم حكمة إسلامية ولم يبالوا برد المتعصبين وإنكارهم على خلطهم لأن المرء مجبول على عداوة ما جهله لكنهم لم يكن أخذهم وخلطهم على طريق النقل والاستفادة بل على سبيل الرد والاعتراض والنقض والإبرام في كثير من الأمور الطبيعية والفلكية والعنصرية .
قام أشخاص من الإسلاميين كالنصير وابن رشد ومن غير الإسلاميين وانتصبوا في ردهم وتزييفهم فصار فن الكلام كالحكمة في النقض وتزييف الدلائل كما قال الفاضل القاضي : مير حسين الميبدي في آخر رسالته المعروفة : بجام كيتي نما .
فاللائق بحال الطالب أن ينظر في كلام الفريقين وكلام أهل التصوف ويستفيد من كل منهما ولا ينكر إذ الإنكار سبب البعد عن الشيء كما قال الشيخ في آخر الإشارات .
وأما الكتب المصنفة في الحكمة الطبيعية والإلهية والرياضية فأكثرها ليس بإسلامي بل يوناني ولاتيني لأن معظم الكتب بقي في بلادهم ولم ينقل إلى العربي إلا الشاذ النادر .
وما نقل لم يبق على أصل معناه لكثرة التحريفات في خلال التراجم كما هو أمر مقرر في نقل الكتب من لسان إلى لسان .
وقد اختبرنا وفحصنا ذلك حين الاشتغال بنقل كتاب ( أطلس ) وغيره من لغة لاتن إلى اللغة التركية فوجدناه كذلك ولم نر أعظم كتابا من الشفاء في هذا الفن مع أنه شيء يسير بالنسبة إلى ما صنف أهل أقاديميا التي في بلاد أوروفا .
ثم أن بعض المحققين أخذ طرفا من كتب الشيخ كالشفاء والنجاة والإشارات وعيون الحكمة وغيرها .
وجعل مقدمة ومدخلا للعلوم العقلية ( كالهداية ) لأثير الدين الأبهري .
و ( عين القواعد ) للكاتبي القزويني .
فصار قصارى همم أهل زماننا الاكتفاء بشيء من قراءة الهداية ولو تجرد بعض المشتغلين وسعى إلى مذاكرة حكمة العين لكان ذلك أقصى الغاية فيما بينهم وقليل ما هم . ( 1 / 684 )