علم الاحتساب .
وهو : علم باحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد من معاملاتهم اللاتي لا يتم التمدن بدونها من حيث إجرائها على قانون العدل .
بحيث يتم التراضي بين المعاملين .
وعن سياسة العباد بنهي المنكر وأمر المعروف .
بحيث لا يؤدي إلى مشاجرات وتفاخر بين العباد بحسب ما رآه الخليفة من : الزجر والمنع .
ومباديه : بعضها فقهي وبعضها أمور استحسانية ناشئة من رأي الخليفة .
والغرض منه : تحصيل الملكة في تلك الأمور .
وفائدته : إجراء أمور المدن في المجاري على الوجه الأتم .
وهذا العلم : من أدق العلوم ولا يدركه إلا من له فهم ثاقب وحدس صائب إذ الأشخاص والأزمان والأحوال : ليست على وتيرة واحدة فلا بد لكل واحد من الأزمان والأحوال سياسة خاصة وذلك من أصعب الأمور .
فلذلك لا يليق بمنصب الاحتساب إلا من له قوة قدسية مجردة عن الهوى كعمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه .
ولذلك كان علما في هذا الشأن .
كذا في : ( موضوعات لطف الله ) .
وعرفه : المولى أبو الخير بالنظر في أمور أهل المدينة بإجراء ما رسم في الرياسة وما تقرر في الشرع ليلا ونهارا سرا وجهارا .
ثم قال : وعلم الرياسة ( السياسة ) المدنية مشتمل على : بعض لوازم هذا المنصب .
ولم نر كتابا صنف فيه خاصة .
وذكر في ( الأحكام السلطانية ) ما يكفي . انتهى ملخصا .
أقول : فيه كتاب ( نصاب الاحتساب ) خاصة ذكر فيه مؤلفه : أن الحسبة في الشريعة تتناول كل مشروع يفعل لله تعالى كالأذان والإقامة وأداء الشهادة مع كثرة تعدادها .
ولذا قيل : القضاء باب من أبواب الحسبة .
وفي العرف مختص بأمور فذكرها إلى تمام خمسين .
وفيه : كتب يأتي ذكرها في محالها