علم المنطق .
ويسمى : ( علم الميزان ) أيضا .
وهو : علم يتعرف منه كيفية اكتساب المجهولات التصورية والتصديقية من معلوماتها .
وموضوعه : المعقولات الثانية من حيث الإيصال إلى المجهول أو النفع فيه .
والغرض منه ومنفعته : ظاهرتان من الكتب المبسوطة في المنطق .
هكذا قال في ( مفتاح السعادة ) .
المنطق : لكونه حاكما على جميع العلوم في الصحة والسقم والقوة والضعف .
سماه أبو نصر الفارابي : .
( رئيس العلوم ) .
ولكونه آلة في تحصيل العلوم الكسبية النظرية والعملية لا مقصودا بالذات .
سماه الشيخ أبو علي الرئيس ابن سينا : .
( بخادم العلوم ) .
وحكى أبو حيان في تفسيره ( البحران ) : .
أهل المناطق بجزيرة الأندلس كانوا يعبرون عن المنطق بالمفعل تحرزا عن صولة الفقهاء .
حتى إن بعض الوزراء أراد أن يشتري لابنه كتابا من المنطق فاشتراه خفية خوفا منهم .
مع أنه أصل كل علم وتقويم كل ذهن . انتهى .
قال الغزالي : .
من لم يعرف المنطق فلا ثقة له في العلوم أصلا .
وسماه : ( معيار العلم ) .
حتى روي عن بعضهم : .
أنه فرض كفاية .
وعن بعضهم : فرض عين .
قال الشيخ أبو علي ابن سينا : .
المنطق نعم العون على إدراك ( 2 / 1863 ) العلوم كلها .
قال السيد : من كان فكره أكثر فاحتياجاته إلى المنطق متفاوتة .
كذا في : ( حاشية المطالع ) .
وقد رفض هذا العلم وجحد منفعته من لم يفهمه ولا اطلع عليه عداوة لما جهل .
وبعض الناس ربما يتوهم أنه يشوش العقائد مع أنه موضوع للاعتبار والتحرير .
وسبب هذا التوهم : أن من الأذكياء الأغمار الذين لم يرتاضوا بالعموم الحكمية ولا أدبتهم الشريعة من اشتغل بهذا العلم واستضعف حجج بعض العلوم فاستخف بها وبأهلها ظنا منه أنها برهانية لطيشه وجهله بحقائق العلوم ومراتبها .
فالفساد منه لا من العلم .
كذا في : ( الإرشاد ) .
قالوا : ويستغني عنه المؤيد من الله - تعالى .
ومن علمه ضروري ويحتاج إليه من عداهما .
فإن قلت : إذا كان الاحتياج بهذه المرتبة فما بال الأئمة المقتدى بهم كمالك والشافعي وأبي حنيفة - رحمهم الله - لم ينقل عنهم الاشتغال به ؟ .
وإنما هو من : العلوم الفلسفية .
وقد شنع العلماء على من عربها وأدخلها في علوم الإسلام .
ونقل عن ابن تيمية الحنبلي أنه كان يقول : .
ما أظن الله - تعالى - يغفل عن المأمون العباسي ولا بد أن يعاقبه بما أدخل على هذه الأمة .
فجوابه : أن ذلك مركوز في جبلاتهم السليمية وفطرهم المستقيمة ولم يفتهم إلا العبارات والاصطلاحات .
وحكي عن بعض الأشياخ : .
إنه فرض عين .
وهذا نقل لا دليل عليه إلا أن يقال : .
تحقيق العقائد الإسلامية يتوقف على إدراكه وتحقيق العقائد فرض عين على كل إنسان وما يتوقف عليه فرض العين فهو فرض عين .
هذا أقرب ما في توجيهه .
كما ذكر في : علم النحو .
والكتب المؤلفة في المنطق كثيرة منها : .
أ ( إيساغوجي ) .
ب ( بحر الفوائد ) .
ت ( تيسير الفكر ) .
ج ( جامع الدقائق ) .
ش ( الشمسية ) .
غ ( غرة النجاة ) .
ق ( القواعد الجلية ) .
ل ( لوامع الأفكار ) .
م ( مطالع محك النظر ) .
( معيار الأفكار ) .
( الموجز ) .
ن ( ناظر العين ) .
( نخبة الفكر ) . . . وغير ذلك . ( 2 / 1864 )