علم اللغة .
وهو : علم باحث عن : مدلولات جواهر المفردات وهيئاتها الجزئية التي وضعت تلك الجواهر معها لتلك المدلولات بالوضع الشخصي وعما : حصل من تركيب كل جوهر وهيئاتها الجزئية على وجه جزئي وعن : معانيها الموضوع لها بالوضع الشخصي .
وموضوعه : جواهر المفردات وهيئاتها من حيث : الوضع والدلالة على المعاني الجزئية .
وغايته : الاحتراز عن الخطأ في فهم المعاني الوضعية والوقوف على ما يفهم من كلمات العرب .
ومنفعته : الإحاطة بهذه المعلومات وطلاقة العبارة وجزالتها والتمكن من التفنن في الكلام وإيضاح المعاني بالبينات الفصيحة والأقوال البليغة .
فإن قيل : علم اللغة : عبارة عن تعريفات لفظية والتعريف : من المطالب التصورية وحقيقة كل علم مسائله وهي قضايا كلية أو التصديقات بها .
و أيا ما كان فهي من : المطالب التصديقية فلا تكون اللغة علما .
أجيب : بأن التعريف اللفظي لا يقصد به تحصيل صورة غير حاصلة كما في سائر التعاريف من : الحدود والرسوم الحقيقية أو الاسمية .
بل المقصود من التعريف اللفظي : تعيين صورة من بين الصور الحاصلة ليلتفت إليه ويعلم أنه موضوع اللفظ فمآله إلى التصديق بأن هذا اللفظ موضوع بإزاء ذلك المعنى فهو من المطالب التصديقية .
لكن بقي أنه حينئذ يكون علم اللغة عبارة عن : قضايا شخصية حكم فيها على الألفاظ المعينة المشخصة بأنها وضعت بإزاء المعنى الفلاني والمسألة لا بد وأن تكون قضية كلية .
واعلم : أن مقصد علم اللغة مبني على أسلوبين .
لأن منهم : من يذهب من جانب اللفظ إلى المعنى بأن يسمع لفظا ويطلب معناه .
ومنهم : من يذهب من جانب المعنى إلى اللفظ .
فبكل من الطريقين : قد وضعوا كتبا ليصل كل إلى مبتغاه إذ لا ينفعه ما وضع في الباب الآخر .
فمن وضع بالاعتبار الأول : .
فطريقه : ترتيب حروف التهجي إما : باعتبار أواخرها أبوابا وباعتبار أوائلها فصولا تسهيلا للظفر بالمقصود .
كما اختاره : الجوهري في ( الصحاح ) .
ومجد الدين : في ( القاموس ) .
وإما : بالعكس أي اعتبار أوائلها أبوابا وباعتبار أواخرها فصولا .
كما اختاره : ابن فارس في ( المجمل ) .
والمطرزي : في ( المغرب ) .
ومن وضع بالاعتبار الثاني : ( 2 / 1557 ) .
فالطريق إليه : أن يجمع الأجناس بحسب المعاني ويجعل لكل جنس بابا .
كما اختاره : الزمخشري في ( قسم الأسماء ) من ( مقدمة الأدب ) .
ثم إن اختلاف الهمم قد أوجب إحداث طرق شتى .
فمن واحد أدى رأيه إلى أن يفرد لغات القرآن .
ومن آخر إلى أن يفرد غريب الحديث .
وآخر إلى أن يفرد لغات الفقه .
كالمطرزي : في ( المغرب ) .
وأن يفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم وما يجري مجراها كنظام الغريب .
والمقصود : هو الإرشاد عند مساس أنواع الحاجات .
الكتب المؤلفة فيه :