وأما الأهلية التي يكون صاحبها محلا لوضع العلم فيه وتعليمه إياه فهي : شرف المحتد وكرم النجار وظهور الحسب أو كون في سلف الطالب من له تعلق : بالعلم والصلاح ومعالم الدين أو بمعالي الأمور ورفيع الرتب فإن هذا أمر يجذب بطبع صاحبه إلى معالي الأمور ويحول بينه وبين الرذائل .
وأما من كان سقط المتاع وسفساف أهل المهن : كأهل الحياكة والعصارة والقصابة ونحو ذلك من المهن الدنية والحرف الوضيعة فإن نفسه لا تفارق الدناءة ولا تجانب السقوط ولا تأبى المهانة فإذا اشتغل مشتغل منهم بطلب العلم ونال منه بعض النيل وقع في ( 1 / 374 ) أمور منها : العجب والزهو والخيلاء والتطاول على الناس ويعظم به الضرر على أهل العلم فضلا عن غيرهم ممن هو دونهم