فينبغي لمن تصور الوصول إليها أن يشرع بعلم النحو مبتدئا بالمختصرات كمنظومة الحريري المسماة ( 1 / 365 ) : ( بالملحة ) وشرحها فإذا فهم ذلك وأتقنه انتقل إلى ( كافية ابن الحاجب ) وشروحها و ( مغني اللبيب ) وشروحه .
هذا باعتبار الديار اليمنية فإذا كان ناشئا في أرض يشتغلون فيها بغير هذه فعليه بما اشتغل به مشايخ تلك الأرض .
ولا يستغني طالب التبحر عن إتقان ما اشتمل عليه ( شرح الرضي على الكافية ) من المباحث اللطيفة والفوائد الشريفة وكذلك ما في ( المغني ) من المسائل الغريبة ويكون اشتغاله بسماع الشروح بعد حفظ هذه المختصرات حفظا يمليه عن ظهر قلبه ويبديه من طرف لسانه وأقل الأحوال : أن يحفظ مختصرا منها هو أكثرها مسائل وأنفعها فوائد ولا يفوته النظر في مثل ( ألفية ابن مالك ) وشروحها و ( التسهيل ) وشروحه و ( المفصل ) للزمخشري و ( الكتاب ) لسيبويه فإنه يجد في هذه الكتب من : لطائف المسائل النحوية ودقائق المباحث العربية ما لم يكن قد وجده في تلك . ( 1 / 366 )