ويالله العجب من قوم بسطوا القول في بيان علوم الفرض والكفاية والمحمودة منها والمذمومة وجاؤوا في تبيينها بزبالة أفكارهم ونخالة أذهانهم من غير حجة نيرة وصعدوا في تعيينها تارة إلى السماء ونزلوا أخرى إلى الأرض ولم يرفعوا رؤوسهم إلى ما جاء عن سيد العلماء وسند الفضلاء - صلى الله عليه وآله وسلم - في ذلك ولم يمعنوا أنظارهم فيه وهو : قوله - A - : ( العلم ثلاثة : آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة وما كان سوى ذلك فهو فضل ) . رواه أبو داود وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو بن العاص - Bه - واللام : في قوله - A - ( العلم ) قيل : للعهد ( 1 / 360 ) أي : علم الدين وقيل : للاستغراق كما في قوله - تعالى - : ( الحمد لله ) وهو الراجح .
والمراد بالآية : الكتاب العزيز وبالسنة : علم الحديث الشريف وبالفريضة : علم الميراث وهو : جزء من علم الكتاب والسنة وما سوى هذين الأصلين : فضل أي : زائد لا ضرورة فيه كائنا ما كان ولا سيما العلوم التي جاءت من كفرة اليونان وليست مبنية على أساس شرعي ولا على عرفان بل حدثت هي في الإسلام بعد انقراض القرون الثلاثة المشهود لها بالخير فإنها ليس فيها من الخير شيء بل كلها كما قيل : علم لا ينفع وجهل لا يضر