اعلم : أن للعلماء اختلافا عظيما في تعيين ذلك العلم وهو أكثر من عشرين قولا وحاصله : أن كل فريق نزل الوجوب على العلم الذي هو بصدده .
قال المفسرون والمحدثون : هو علم الكتاب والسنة إذ بهما يتوصل إلى سائر العلوم وهو الحق الذي لا محيد عنه ولا مصير إلا إليه وعليه جمهور المحققين من السلف والخلف بلا خلاف بينهم .
وقال الفقهاء : هو العلم بالحلال والحرام ويسمى : بعلم الفقه وهذا يندرج في الأول - كما هو الظاهر - .
وقال المتكلمون : هو العلم الذي يدرك به التوحيد الذي هو أساس الشريعة ويسمى : بعلم الكلام وهذا أيضا داخل في الأول لأن مسائل التوحيد مبينة فيهما بيانا شافيا وليس وراء بيان الله ورسوله بيان .
وأما الكلام الذي اختص به المتكلمون وخلطوا فيه المنطق والفلسفة فليس هو من هذا الباب .
وقال الصوفية : هو علم القلب ومعرفة الخواطر لأن النية التي هي شرط الأعمال لا تصح إلا بها وهذا شعبة من شعب السنة المطهرة فإن العلم بها عالم به على الوجه الأتم الأكمل . ( 1 / 352 ) .
وقال أهل الحق : هو علم المكاشفة ولا وجه للتخصيص به ولم يدل عليه نص ولا برهان