فأما العرب : أهل هذا الجيل المستعجمون عن لغة سلفهم من مضر فيقرضون الشعر لهذا العهد في سائر الأعاريض على ما كان عليه سلفهم المستعربون ويتأتون منه بالمطولات مشتملة على مذاهب الشعر وأغراضه من : النسيب والمدح والرثاء والهجاء ويستطردون في الخروج من فن إلى فن في الكلام وربما هجموا على المقصود لأول كلامهم وأكثر ابتدائهم في قصائدهم باسم الشاعر ثم بعد ذلك ينسبون .
فأهل أمصار المغرب من العرب يسمون هذه القصائد : بالأصمعيات نسبة إلى الأصمعي - راوية العرب في أشعارهم - وأهل المشرق من العرب يسمون هذا النوع من الشعر : بالبدوي وربما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على طريقة الصناعة الموسيقية ثم يغنون به ويسمون الغناء به باسم : الحوراني - نسبة إلى : حوران من أطراف العراق والشام وهي من منازل العرب : البادية ومساكنهم إلى هذا العهد - .
ولهم فن آخر كثير التداول في نظمهم يجيئون به معصبا على أربعة أجزاء يخالف آخرها الثلاثة في رويه ويلتزمون القافية الرابعة في كل بيت إلى آخر القصيدة شبيها بالمربع والمخمس الذي أحدثه المتأخرون من المولدين