وأما القرآن فهو وإن كان من المنثور إلا أنه خارج عن الوصفين وليس يسمى مرسلا مطلقا ولا مسجعا بل تفصيل آيات ينتهي إلى مقاطع يشهد الذوق بانتهاء الكلام عندها ثم يعاد الكلام في الآية ( 1 / 287 ) الأخرى بعدها ويثني من غير التزام حرف يكون سجعا ولا قافية وهو معنى قوله تعالى : ( الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ) وقال : ( قد فصلنا الآيات ) ويسمى آخر الآيات منها : فواصل إذ ليست أسجاعا ولا التزم فيها ما يلتزم في السجع ولا هي أيضا قواف .
وأطلق اسم المثاني : على آيات القرآن كلها على - العموم لما ذكرناه - واختصت بأم القرآن للغلبة فيها كالنجم للثريا ولهذا سميت : ( السبع المثاني ) .
وانظر هذا مع ما قاله المفسرون في تعليل تسميتها بالمثاني يشهد لك الحق برجحان ما قلناه