هكذا تصيرت الألسن واللغات من جيل إلى جيل وتعلمها العجم والأطفال وهذا هو معنى ما تقوله العامة : من أن اللغة للعرب بالطبع أي : بالملكة الأولى التي أخذت عنهم ولم يأخذوها عن غيرهم ثم إنه ( 1 / 266 ) فسدت هذه الملكة لمضر بمخالطتهم الأعاجم وسبب فسادها : أن الناشئ من الجيل صار يسمع في العبارة عن المقاصد كيفيات أخرى غير الكيفيات التي كانت للعرب فيعبر بها عن مقصوده لكثرة المخالطين للعرب من غيرهم ويسمع كيفيات العرب أيضا فاختلط عليه الأمر وأخذ من هذه وهذه فاستحدث ملكة وكانت ناقصة عن الأولى وهذا معنى فساد اللسان العربي