اعلم أنه اختلف في أن العلم بالشيء هل يستلزم وجوده في الذهن كما هو مذهب الفلاسفة وبعض المتكلمين أو هو تعلق بين العالم والمعلوم في الذهن كما ذهب إليه جمهور المتكلمين ؟ .
ثم إنه على الأول لا نزاع في أنا إذا علمنا شيئا فقد تحقق أمور ثلاثة : صورة حاصلة في الذهن وارتسام تلك الصورة فيه وانفعال النفس عنها بالقبول . فاختلف في أن العلم أي هذه الثلاثة فذهب إلى كل منها طائفة . ولذلك اختلف في أن العلم هل هو من مقولة الكيف أو الانفعال أو الإضافة . والأصح أنه من مقولة الكيف على ما بين في محله