اعلم : أنه يجب على الطالب أن لا ينكر مالا يفهم من مقالاتهم الخفية وأحوالهم الغريبة إذ كل ميسر لما خلق له .
قال الشيخ ابن سينا في ( الإشارات ) : كل ما قرع سمعك من الغرائب فذره في بقعة الإمكان ما لم يذرك عنه قائم البرهان . انتهى .
وإنما الغرض من تدوين تلك المقالات : التذكرة لمن يعرف الأسرار والتنبيه على من لا يعرفها بأن لنا علما يجل عن الأذهان فهمه حتى يرغب في تحصيله كما في الحديث : ( إلا من العلم كهيئة المكنون لا يعرفها إلا العلماء بالله تعالى فإذا نطقوا لا ينكره إلا أهل العزة ) .
وروي عن أبي هريرة - Bه - أنه قال : ( حفظت من رسول الله - A - دعاءين أما أحدهما : فبثثته وأما الآخر : فلو بثثته لقطع هذا البلعوم ) .
وغرضهم عدم إمكان التعبير عنه وخوف مقايسة السامعين الأحوال الإلهية بأحوال الممكنات فيضلوا بسوء الظن في قائلها فيقابلوه بالإنكار . انتهى .
قلت : المراد بالدعاء الآخر أخبار دولة بني أمية - كما صرح به أهل الحديث - ومن قال بخلافه لم يأت بما يشفي الغليل فإن شئت الاطلاع على تمام الكلام في ذلك فارجع إلى القسطلاني ولا تغتر ( 1 / 248 ) بأقوال هؤلاء الذين ليسوا من علم السنة المطهرة في ورد ولا صدر