اعلم أن الصحابة والتابعين لخلوص عقيدتهم ببركة صحبة النبي - A - وقرب العهد إليه ولقلة الاختلاف والواقعات وتمكنهم من المراجعة إلى الثقات كانوا مستغنين عن تدوين علم الشرائع والأحكام حتى إن بعضهم كره كتابة العلم واستدل بما روي عن أبي سعيد الخدري أنه استأذن النبي - A - في كتابة العلم فلم يأذن له .
وروي عن ابن عباس أنه نهى عن الكتابة وقال : إنما ضل من كان قبلكم بالكتابة .
وجاء رجل إلى عبد الله بن عباس فقال : إني كتبت كتابا أريد أن أعرضه عليك فلما عرض عليه أخذ منه ومحا بالماء فقيل له : لماذا فعلت ؟ قال : لأنهم إذا كتبوا اعتمدوا على الكتابة وتركوا الحفظ فيعرض للكتاب عارض فيفوت علمهم .
واستدل أيضا بان الكتاب مما يزاد فيه وينقص ويغير والذي حفظ لا يمكن تغييره لأن الحافظ يتكلم بالعلم والذي يخبر عن الكتابة يخبر بالظن والنظر . ( 1 / 178 )