ولا يخفى أنه مستبعد عند أصحاب العقول القاصرة وأما من أمعن النظر في ( الجفر ) ولا حظ شموله على غرائب الأمور فعنده ليس ببعيد سيما في الكتب المنزلة . هكذا قيل ولكن في صحة كتاب ( الجفر ) كلام كما بيناه في ( لقطة العجلان ) .
وروي أن آدم عليه السلام وضع كتابا في أنواع الألسن والأقلام قبل موته بثلاثمائة سنة كتبها في الطين ثم طبخه فلما أصاب الأرض الغرق وجد كل قوم كتابا فكتبوه من خطه فأصاب إسماعيل عليه السلام الكتاب العربي وكان ذلك من معجزات آدم عليه السلام . ذكره السيوطي في ( المزهر ) وهذا أبعد مما قبله .
وفي رواية أن آدم عليه السلام كان يرسم الخطوط بالبنان وكان أولاده تتلقاها بوصيته منه وبعضهم بالقوة القدسية القابلة وكان أقرب عهد إليه إدريس عليه ( 1 / 164 ) السلام فكتب بالقلم واشتهر عنه من العلوم ما لم يشتهر عن غيره ولقب بهرمس الهرامسة والمثلث بالنعمة لأنه كان نبيا ملكا حكيما .
وجميع العلوم التي ظهرت قبل الطوفان إنما صدرت عنه في قول كثير من العلماء وهو هرمس الأول أعني إدريس بن يرد بن مهلايل بن أنوش بن شيث ابن آدم عليه السلام المتمكن بصعيد مصر الأعلى