قال القاضي العلامة : أحمد بن محمد قاطن - في ترجمته - : ذو الذهن الوقاد والفكر المستقل النقاد الحاوي لخصال الكمال بأكمل الخلال الراقي إلى أوج البلاغة في جميع الأحوال إن وعظ خلته الحسن وإن خطب أعلن السنن وأيقظ الوسن وقلد المنن وبغض السمن وجبب الخشن وضيق العطن ووسع الحزن وشجع الجبان وشبع الجنان زين الجنان وشيد الإيمان يخلط الترهيب بالترغيب والتبعيد بالتقريب والوعيد بالوعد والمطر بالرعد . . . إلى آخر ما قال .
وله ولدان : السيد العلامة : علي بن إبراهيم والسيد : يوسف بن إبراهيم وكانا على استقامة تامة من ملازمة الاتباع وتجنب الابتداع كما هو طريقة سلفهم الصالح .
ليس الطريق سوى طريق محمد ... فهو الصراط المستقيم لمن سلك .
من يمش في طرقاته فقد اهتدى ... سبل الرشاد ومن يزغ عنها هلك .
ومن مؤلفات السيد علي بن إبراهيم : ( تشنيف الآذان بأسرار الآذان ) و ( البشائر والصلات بأسرار الصلوات ) و ( الفتح الإلهي لتنبيه اللاهي ) و ( كتاب السوانح ) على وزن ( صيد الخاطر ) لابن الجوزي وكتاب : ( سوق الشوق لأهل الذوق من تحت إلى فوق ) في شرح حديث : ( إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ) وهو مؤلف حافل وله نظم في الدرجة العليا قد جمعه ولده : السيد العلامة : حسن بن علي في ديوان .
وأما : السيد العلامة : يوسف فكان على قدم راسخ في العلوم المأثورة وله من النظم الرائق الفائق الشيء الواسع .
وأما : أخو السيد إبراهيم بن محمد المذكور فهو : السيد الجليل والعالم النبيل ( 3 / 185 ) فخر الإسلام وزينة الليالي والأيام : عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير .
وكان من العلماء الأعلام أحد أئمة العصر وحامل لواء الفخر له اليد الطولى في العلوم العقلية والنقلية وجودة النظر والنقادة في الأحاديث النبوية مشتغلا بذلك غاية الاشتغال حتى نال من العلم الشريف كل منال ترك التعصبات المذهبية وأخذ بالسنة المطهرة السنية له شعر وتواليف صحح كتب والده وكتب بخطه كثيرا وعندي من خطه الشريف كتاب : ( سبل السلام شرح بلوغ المرام ) وغيره .
والسيد : عبد الرحمن بن سليمان الأهدل ممن تتلمذ له واستجاز منه فأجازه وأيضا تتلمذ على أخيه : السيد : قاسم فأجازه لفظا